نماذج من الشباب الطموح متعب

كان متعب طالبا يحضر الدكتوراه في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة ويدرس تقنيات التعليم. وهو نموذج مشرف لما ينبغي أن يكون عليه شبابنا العربي. ففي الوقت الذي يقضي فيه الكثير من شبابنا جل وقتهم في مشاهدة الأفلام والفيديو كليب ومطاردة الفتيات، قام متعب بتصميم بوابة لتعليم اللغة الإنجليزية بالطريقة التعاونية على حسابه الخاص اسماها Online Writing Collaborative Project (OWCP)، كرس لها حياته وكل ما يملك، وهو طالب لا يملك سوى فلوس البعثة ولديه خمسة أطفال. انضم إليها أساتذة وطلاب من جميع أنحاء العالم، حتى زاد عدد المشاركين فيها عن 2500 خلال عامين فقط. وهو شاب ذكي مفكر مبدع واسع الإطلاع. يكتب ويطرح الأسئلة ويشجع ويحفز ويعقب على كل شيء. كنت مسئولة عن منتدى في بوابة OWCPبعنوان Ask Dr Reima، يطرح فيها علي من يريد أسئلة تتعلق بتعلم وتعليم اللغة الإنجليزية- لأنها اختصاصي- وأنا أجيب، سألني ذات يوم أحد المشاركين عن السن الذي يمكن أن نبدأ فيه تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال. و دار حول الموضوع نقاش طويل بين أعضاء OWCP. وحرصا مني على إطلاع أعضاء OWCP على بحث كنت قد كتبته بعنوان "اتجاهات الشباب نحو استخدام اللغتين العربية والانجليزية في التعليم الجامعي"، وقمت بوضع رابط للبحث حتى يكون موضوع نقاش بين أعضاء OWCP، وعلق متعب ملخص بحث "اتجاهات الشباب" باللغة الإنجليزية في المنتدى، حتى يتمكن غير الناطقين باللغة الإنجليزية من معرفة موضوع البحث. وما أدهشني أنه في أقل من 12 ساعة، قام متعب بالتعقيب على بحثي - رغم انشغاله الشديد بتشطيب رسالة الدكتوراه، وإشرافه ومتابعته للبوابة على مدار الساعة. قرأ البحث وفكر وحلل وكتب هذا تعقيبا مطولا عليه... تعقيب ينم عن سعة إطلاع وعمق في التفكير. ربط بعض نتائج بحثي بما يتفق معها مما جاء في تقرير الأمم المتحدة لعام 2003م عن تخلف نظام التعليم في العالم العربي وأسباب ذلك. وقدم توصيات لتطوير تعليم اللغة العربية من واقع قراءته لأبحاث أخرى. ولقد سررت جدا بذاك التفاعل والإثراء. أراد متعب أن يقول لنا – نحن أبناء العربية- وهو يشعر بالأسى أن الأمم المتحدة يقلقها عدم اهتمام الدول العربية باللغة العربية وتطويرها وتدريسها - أكثر منا معشر العرب. يقدم لنا الأجانب الاقتراحات لتطوير التعليم عامة، وتعليم العربية خاصة، ولا نحرك ساكنا. أما نحن فيكفينا أن ننفق أموالنا على إنشاء قنوات فضائية تعلم أبناءنا الرقص والغناء وتقوض دعائم اللغة العربية.