"
--------------------------------------------------------------------------------
"طاولة الزهر"... اللعبة الأكثر قدماً
فادي العساودة
لم يعد التراث مقتصراً على ما تحويه المتاحف و الأوابد التاريخية بل اتسع مفهوم الموروث الشعبي ليضم مختلف عناصر الثقافة و الفنون, وما تزال هناك أموراً لم يستطع التطور الهائل في مجال التكنولوجيا والاتصال أن يحيّدها جانباً لتبقى على الرف أسيرة الماضي, بل ما تزال تدب فيها الحيوية و الممارسة إلى يومنا هذا, وبنفس الروح المفعمة بالمرح والمتعة.
فهناك لعبة يفوق عمرها الآلاف السنين وما تزال حتى الساعة لعبة الأجداد و الآباء و الأبناء و تمثل لهم كل التحدي و الفوز.
إنها لعبة طاولة الزهر التي سلّط موقع eSyria الضوء عليها بتاريخ 11/10/2009, عندما زار أحد محلات بيع الشرقيات و أجرى لقاءً مع السيد "ريمون نقولا" الذي قال: «هذه اللعبة لا يستطيع أحد تحديد عمرها الافتراضي ولو على وجه التقريب, ولكنها قديمة جداً وربما إلى ما قبل الميلاد، أما عن أصل اللعبة فغالباً جاءت إلى بلاد الشام من بلاد فارس لأن ألفاظ اللعبة أعجمية اللفظ و المعنى، وتلعب اللعبة ضمن صندوق خشبي تقريباً بطول 50 سم × 30 سم وبارتفاع 15 سم له حجري نرد وقطع مصنوعة من البلاستيك بيضاء وسوداء عدد كل منها 15 قطعة، وقد اهتم الناس بصناعتها كثيراً حتى أصبحت من الخشب الفاخر المطعّم "بالموزاييك" أو الصدف».
ثم أضاف: السيد "ريمون نقولا" «ربما العمر الطويل لهذه اللعبة وانتشارها بين الشعوب، جعل لها ألعاب كثيرة و بتسميات مختلفة فهنالك لعبة تسمى "المحبوسة" وتتلخص في انتقال أحجار اللاعبين من جهة إلى أخرى على التوالي وهزم الخصم وهي تلعب على خمسة أشواط، وجاءت تسميتها من حبس أحجار الخصم في خانته، وهناك العاب أخرى مثل "المغربية" التي يعود أصلها إلى بلاد المغرب، وتلعب أيضاً على خمسة أشواط، لعبة أخرى تسمى 31 حيث يتم اللعب حتى تصل نتيجة اللاعب الرابح إلى 31 نقطة، وألعاب أخرى مختلفة مثل الإفرنجية».
و قال: «الأساس في انتقال أحجار اللاعبين تعتمد على قذف حجري النرد إلى داخل الطاولة وهناك تسميات معينة لكل احتمال تسمح للاعب بنقل الحجارة على الطرف المقابل حسب رمية اللاعب للنرد فمثلاً إذا كان وجه النرد بعد رميه نقطة واحدة فتسمى "يك" وإذا كان نقطتين يسمى "دوا" وثلاث نقاط "سى" وأربع نقط "جهار" وخمس نقاط "بنج" و ست نقاط "شيش"، وإذا جاء حجر النرد على وجه 5 نقاط و6 نقاط تسمى "شيش بيش" أما إذا كان احتمال تشابه وجهي حجري النرد فتسمى على النحو التالي:
6 نقاط للحجر الأول و6 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوشيش"
5 نقاط للحجر الأول و5 نقاط للحجر الثاني تسمى"دبيش"
4 نقاط للحجر الأول و4 نقاط للحجر الثاني تسمى "درجة"
3 نقاط للحجر الأول و3 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوسة"
2 نقاط للحجر الأول و2 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوبارة"
1 نقاط للحجر الأول و1 نقاط للحجر الثاني تسمى "هباهب"
وختم السيد "نقولا" حديثه قائلاً: «هذه اللعبة هي اللعبة الأكثر انتشار في المقاهي و السهرات والنزهات وتجمعات الرجال فهي لعبة الرجال الأولى وإن كان في النساء بالوقت الحاضر من يلعبها».
السيد "محمد خير النجار" قال: «أجد متعة كبيرة في لعب الطاولة مع أحد الأصدقاء وهي لعبة تحدي وشرط, حيث نشترط على الخاسر فعل أي شيء مثلاً الغناء أو تقديم الشاي أو طبق بقلاوة, وكان أجدادنا يهتمون كثيراً بهذه اللعبة» .
أما السيد "تيسير كحالة" قال: «هي لعبة جديدة ومسلية رغم أنها لا تحتاج إلى تفكير لأنها تعتمد على الحظ ومبدأ الاحتمالات وبما أنها لعبة قديمة جداً فلها خصوصية وحميمة وذكرى جميلة».
--------------------------------------------------------------------------------
"طاولة الزهر"... اللعبة الأكثر قدماً
فادي العساودة
لم يعد التراث مقتصراً على ما تحويه المتاحف و الأوابد التاريخية بل اتسع مفهوم الموروث الشعبي ليضم مختلف عناصر الثقافة و الفنون, وما تزال هناك أموراً لم يستطع التطور الهائل في مجال التكنولوجيا والاتصال أن يحيّدها جانباً لتبقى على الرف أسيرة الماضي, بل ما تزال تدب فيها الحيوية و الممارسة إلى يومنا هذا, وبنفس الروح المفعمة بالمرح والمتعة.
فهناك لعبة يفوق عمرها الآلاف السنين وما تزال حتى الساعة لعبة الأجداد و الآباء و الأبناء و تمثل لهم كل التحدي و الفوز.
إنها لعبة طاولة الزهر التي سلّط موقع eSyria الضوء عليها بتاريخ 11/10/2009, عندما زار أحد محلات بيع الشرقيات و أجرى لقاءً مع السيد "ريمون نقولا" الذي قال: «هذه اللعبة لا يستطيع أحد تحديد عمرها الافتراضي ولو على وجه التقريب, ولكنها قديمة جداً وربما إلى ما قبل الميلاد، أما عن أصل اللعبة فغالباً جاءت إلى بلاد الشام من بلاد فارس لأن ألفاظ اللعبة أعجمية اللفظ و المعنى، وتلعب اللعبة ضمن صندوق خشبي تقريباً بطول 50 سم × 30 سم وبارتفاع 15 سم له حجري نرد وقطع مصنوعة من البلاستيك بيضاء وسوداء عدد كل منها 15 قطعة، وقد اهتم الناس بصناعتها كثيراً حتى أصبحت من الخشب الفاخر المطعّم "بالموزاييك" أو الصدف».
ثم أضاف: السيد "ريمون نقولا" «ربما العمر الطويل لهذه اللعبة وانتشارها بين الشعوب، جعل لها ألعاب كثيرة و بتسميات مختلفة فهنالك لعبة تسمى "المحبوسة" وتتلخص في انتقال أحجار اللاعبين من جهة إلى أخرى على التوالي وهزم الخصم وهي تلعب على خمسة أشواط، وجاءت تسميتها من حبس أحجار الخصم في خانته، وهناك العاب أخرى مثل "المغربية" التي يعود أصلها إلى بلاد المغرب، وتلعب أيضاً على خمسة أشواط، لعبة أخرى تسمى 31 حيث يتم اللعب حتى تصل نتيجة اللاعب الرابح إلى 31 نقطة، وألعاب أخرى مختلفة مثل الإفرنجية».
و قال: «الأساس في انتقال أحجار اللاعبين تعتمد على قذف حجري النرد إلى داخل الطاولة وهناك تسميات معينة لكل احتمال تسمح للاعب بنقل الحجارة على الطرف المقابل حسب رمية اللاعب للنرد فمثلاً إذا كان وجه النرد بعد رميه نقطة واحدة فتسمى "يك" وإذا كان نقطتين يسمى "دوا" وثلاث نقاط "سى" وأربع نقط "جهار" وخمس نقاط "بنج" و ست نقاط "شيش"، وإذا جاء حجر النرد على وجه 5 نقاط و6 نقاط تسمى "شيش بيش" أما إذا كان احتمال تشابه وجهي حجري النرد فتسمى على النحو التالي:
6 نقاط للحجر الأول و6 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوشيش"
5 نقاط للحجر الأول و5 نقاط للحجر الثاني تسمى"دبيش"
4 نقاط للحجر الأول و4 نقاط للحجر الثاني تسمى "درجة"
3 نقاط للحجر الأول و3 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوسة"
2 نقاط للحجر الأول و2 نقاط للحجر الثاني تسمى "دوبارة"
1 نقاط للحجر الأول و1 نقاط للحجر الثاني تسمى "هباهب"
وختم السيد "نقولا" حديثه قائلاً: «هذه اللعبة هي اللعبة الأكثر انتشار في المقاهي و السهرات والنزهات وتجمعات الرجال فهي لعبة الرجال الأولى وإن كان في النساء بالوقت الحاضر من يلعبها».
السيد "محمد خير النجار" قال: «أجد متعة كبيرة في لعب الطاولة مع أحد الأصدقاء وهي لعبة تحدي وشرط, حيث نشترط على الخاسر فعل أي شيء مثلاً الغناء أو تقديم الشاي أو طبق بقلاوة, وكان أجدادنا يهتمون كثيراً بهذه اللعبة» .
أما السيد "تيسير كحالة" قال: «هي لعبة جديدة ومسلية رغم أنها لا تحتاج إلى تفكير لأنها تعتمد على الحظ ومبدأ الاحتمالات وبما أنها لعبة قديمة جداً فلها خصوصية وحميمة وذكرى جميلة».