--------------------------------------------------------------------------------
كثيراً ما نقرأ أو نسمع قصص واقعية مؤلمة لا تًمُتّ للأخلاق بصِلة حدثت وتحدث لجيلنا – جيل الشباب – ولكن للأسف أن تلك القصص غالباً ما تدخل من أذننا اليمنى فتخرج من اليسرى كأن لم يحدث شيء. وإذا ما سألنا أنفسنا من المذنب في كل هذا بدأ كل واحد في إلقاء اللوم على غيره متناسياً وبغض النظر عن من هو المذنب أنه بطريقة أو بأخرى قد رمى بنفسه إلى التهلكة. وسأذكر قصة من هذه القصص التي لا تعد ولا تحصى على سبيل المثال. تدور أحداث القصة حول فتاة حسناء لم يخطر ببالها يوماً أنه بسبب ملئها لفراغ الذي شعرت به بالطريقة الخاطئة قد يؤدي إلى هتك عرضها وإنهاء حياتها على الفاحشة. فقد زين لها الشيطان أن تشغل نفسها في "المعاكسات الهاتفية" والتي لن تضرها بشيء، بل على العكس ستمنحها بعض التسلية مما لا ضير فيها. وفعلاً استجابت لهذه الفكرة وأخذت تعاكس الآخرين ممن لا تعرفهم على الهاتف وتحدثهم بألفاظ ماجنة لا تليق بشابة خصوصاً وأنها مسلمة – عفا الله عنا وعافانا.
مرّت الأيام والأشهر وهي على تلك الحال إلاّ أنها لم تفكر يوماً أنها قد تقع في شباك ما زيّن لها الشيطان فعله. وفي يوم طرق بابها زوج المستقبل فقبلت به وكذلك أسرتها، وأقلعت الفتاة عن عادتها تلك عند زواجها. سكنت الفتاة وزوجها في منزل مع والدة الزوج وشقيقه الذي زيّن له الشيطان زوجة أخيه في عينيه. ولكن ما السبيل ياترى للانقضاض على تلك الفريسة الجميلة؟! أخذ هذا الشقيق يراقب زوجة أخيه فإذا هي بعد مرور وقت على زواجها تشعر بالملل لغياب زوجها عن المنزل فتعود إلى عادتها القديمة "المعاكسات الهاتفية"؛ تيقّن الشقيق لهذا الأمر وعلم أنها فرصته للإيقاع بها، فسجّل لها أشرطة من مكالماتها المنحطة وهددها بها، فإما الفضيحة والعار وإما تُلَبّي دعوته إلى الحرام، فلم يرشدها شيطانها إلاّ لفعل الحرام مرّة وبعد هذه المرّة لن يتجرأ الشقيق على تهديدها – مع العلم أن هذه الفتاة رغم ما كانت تقوم به من معاكسات وتلفّظ بذيء لم تزني أبداً ولم تفكر أنها قد تفعل ذلك في يوم من الأيام لا قبل ولا بعد أن تزوجت- ولكن ما كان تفكير الشقيق – "إن كانت تتلفظ بهذه العبارات مع أشخاص لا يَمُتّون لها بصِلة فما الذي يمنعها عني، أنا أحق من الغريب". فبات يهددها ويدعوها إلى الحرام كلما أرادها، إلى أن جاء يوم وأرغمها على الذهاب إلى شقة أعز أصدقائه ليتمتع بها ليوم واحد فقط. وما كان جواب الشيطان اللعين إلاّ أنها مرّة واحدة وهي أفضل من الفضيحة. ولكن ما أن رأى هذا الصديق وجهها حتى فُتِن بها وسجنها في شقته ليتمتع بها كلما أراد.
افتقد الزوج زوجته فبلّغ عناصر الشرطة، وماذا كانت النهاية؟؟ لقد اتفق الشقيق وصديقه على قتلها ليدفن السر معها إلاّ أن عدالة الله أقوى فقد انكشف الأمر وكان قصاصهم القتل بحد السيف. وبسبب تشريح الجثة وإيجاد ماء رجل في الرحم وبعد التحليل عُلِمَ أن الشقيق قد قام بالاعتداء عليها مراراً وتكراراً قبل الشروع بقتلها.
هنا أختصر الكلام بالتفصيل عن هذه القصة لا استهانة بها بل لذكر قصة ثانية لا تقل أهمية عنها علّنا نعتبر. وفي مختصر هذه القصة أن الكبرياء قد يكون سبباً من الأسباب التي تؤدي لارتكاب الفحشاء والمنكر. فأحد الشباب كان لا هم له إلاّ خداع الفتيات والتغرير بهن. وفي إحدى محاولاته الخادعة وقعت فتاة ساذجة في شباكه وأراد رؤيتها فصدته قائلة: إن الذي بيننا حب طاهر عفيف لا يتوّج إلاّ بالزواج الشرعي. إلاّ أن هذا الخبيث استطاع فيما بعد إقناعها كي تلاقيه في إحدى الشاليهات لكي يتفقوا على أمور تتعلق بحياتهم الزوجية المستقبلية. فأسرع ذلك الشاب إلى أصدقاء السوء وأخبرهم بموعد قدوم الفتاة ليفعلوا بها ما يحلو لهم. ولكن ما الذي حدث؟! لقد شاء الله عز وجل أن ينتقم من هذا الفاسق بأقرب الناس إليه وبنفس الطريقة التي خطط لها، فالفتاة التي واعدها حدث لها مانع جعلها تمتنع عن الحضور. وكانت أخته تبحث عنه لأمر ما وهي تعلم أنه يقضي أغلب وقته في الشاليه فذهبت إليه في الموعد نفسه الذي حدده للفتاة وهكذا وقع في الحفرة التي حفرها. قال الله تبارك وتعالى: " أفأَمِنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القَوم الخاسرون" {سورة الأعراف، الآية : 99}
فعل أصدقاء السوء ما يحلو لهم بشقيقة صديقهم، فلما وصل بعد مرور بعض الوقت واطمأن أنها قد نالت جزائها لأنها كانت قد صدّته ولا أحد قد تجرّأ مُسبقاً على ذلك فَرِح واصطحب أصدقائه إلى داخل الشاليه ليمتع ناظريه بمنظر هذه المسكينة ويشفي غليله فهي التي صدته واستعصت عليه، فلما وقعت عينيه عليها كادت روحه تزهق وأخذ يصرخ بأعلى صوته على أصدقائه : يا أشقياء ماذا فعلتم، تباً لكم من سفلة، إنها أختي، إنها أختي...
من الشقي؟! هو الذي حفر هذه الحفرة لفتاة لم يهتم لهتك عرضها ونَسِيَ أن لديه شقيقة يخاف عليها وهو الذي حتماً وقع في الحفرة التي حفر.
لما أسرد عليكم هذه القصص؟! ألأنكم لم تسمعوا بقصص مشابهة قط؟؟ بالطبع لا، بل لربما تعلمون ما هو أفظع، ولكن ليس هذا هو المغزى، بل الهدف هو التذكير والحث على التفكير قبل وقوع الخطأ. فإذا ما أردنا أن نلقي اللوم هنا على أحد ونظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى هذه النهاية المخزية قلنا: "إنه الشيطان الماكر لعنه الله". وماذا عنّا نحن؟؟ ماذا عن الآباء والأمهات الذين لم يعلّموا أبنائهم معنى الدين والعقيدة وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى. ماذا عن الإغفال عن ذكر الله الذي إذا ما انعدم التمسك به انعدم لدينا الرادع الأخلاقي وسار الأبناء على الضلال. ماذا عن الزوج الذي يغيب مطوّلاً عن المنزل ولا يرجع إليه إلاّ للنوم. ماذا عن اختيار رفقاء السوء بدلاً من الأصدقاء الذين يصدقون القول ويحثّون على الفضيلة ويذكّرون إذا غفل الصديق عن ما أمر به الله ورسوله الكريم محافظة على أنفسهم.
كلنا مذنب ولربما ذنوبنا أكبر لأننا نحن الذين سمحنا للشيطان وهو أضعف منّا نحن البشر أن يدخل إلى نفوسنا لإغفالنا عن ذكر الله في كل وقت وكل حين فهو لم يزيّن لأولئك الفحشاء إلاّ لضعفهم... يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: "قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين، إلا عبادك المخلصين" "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ من اتبعك من الغاوين" {سورة الحجر، الآية: 39-40، 42}. ويقول تبارك وتعالى: "ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين". {سورة الزخرف، الآية: 36}
كثيراً ما نقرأ أو نسمع قصص واقعية مؤلمة لا تًمُتّ للأخلاق بصِلة حدثت وتحدث لجيلنا – جيل الشباب – ولكن للأسف أن تلك القصص غالباً ما تدخل من أذننا اليمنى فتخرج من اليسرى كأن لم يحدث شيء. وإذا ما سألنا أنفسنا من المذنب في كل هذا بدأ كل واحد في إلقاء اللوم على غيره متناسياً وبغض النظر عن من هو المذنب أنه بطريقة أو بأخرى قد رمى بنفسه إلى التهلكة. وسأذكر قصة من هذه القصص التي لا تعد ولا تحصى على سبيل المثال. تدور أحداث القصة حول فتاة حسناء لم يخطر ببالها يوماً أنه بسبب ملئها لفراغ الذي شعرت به بالطريقة الخاطئة قد يؤدي إلى هتك عرضها وإنهاء حياتها على الفاحشة. فقد زين لها الشيطان أن تشغل نفسها في "المعاكسات الهاتفية" والتي لن تضرها بشيء، بل على العكس ستمنحها بعض التسلية مما لا ضير فيها. وفعلاً استجابت لهذه الفكرة وأخذت تعاكس الآخرين ممن لا تعرفهم على الهاتف وتحدثهم بألفاظ ماجنة لا تليق بشابة خصوصاً وأنها مسلمة – عفا الله عنا وعافانا.
مرّت الأيام والأشهر وهي على تلك الحال إلاّ أنها لم تفكر يوماً أنها قد تقع في شباك ما زيّن لها الشيطان فعله. وفي يوم طرق بابها زوج المستقبل فقبلت به وكذلك أسرتها، وأقلعت الفتاة عن عادتها تلك عند زواجها. سكنت الفتاة وزوجها في منزل مع والدة الزوج وشقيقه الذي زيّن له الشيطان زوجة أخيه في عينيه. ولكن ما السبيل ياترى للانقضاض على تلك الفريسة الجميلة؟! أخذ هذا الشقيق يراقب زوجة أخيه فإذا هي بعد مرور وقت على زواجها تشعر بالملل لغياب زوجها عن المنزل فتعود إلى عادتها القديمة "المعاكسات الهاتفية"؛ تيقّن الشقيق لهذا الأمر وعلم أنها فرصته للإيقاع بها، فسجّل لها أشرطة من مكالماتها المنحطة وهددها بها، فإما الفضيحة والعار وإما تُلَبّي دعوته إلى الحرام، فلم يرشدها شيطانها إلاّ لفعل الحرام مرّة وبعد هذه المرّة لن يتجرأ الشقيق على تهديدها – مع العلم أن هذه الفتاة رغم ما كانت تقوم به من معاكسات وتلفّظ بذيء لم تزني أبداً ولم تفكر أنها قد تفعل ذلك في يوم من الأيام لا قبل ولا بعد أن تزوجت- ولكن ما كان تفكير الشقيق – "إن كانت تتلفظ بهذه العبارات مع أشخاص لا يَمُتّون لها بصِلة فما الذي يمنعها عني، أنا أحق من الغريب". فبات يهددها ويدعوها إلى الحرام كلما أرادها، إلى أن جاء يوم وأرغمها على الذهاب إلى شقة أعز أصدقائه ليتمتع بها ليوم واحد فقط. وما كان جواب الشيطان اللعين إلاّ أنها مرّة واحدة وهي أفضل من الفضيحة. ولكن ما أن رأى هذا الصديق وجهها حتى فُتِن بها وسجنها في شقته ليتمتع بها كلما أراد.
افتقد الزوج زوجته فبلّغ عناصر الشرطة، وماذا كانت النهاية؟؟ لقد اتفق الشقيق وصديقه على قتلها ليدفن السر معها إلاّ أن عدالة الله أقوى فقد انكشف الأمر وكان قصاصهم القتل بحد السيف. وبسبب تشريح الجثة وإيجاد ماء رجل في الرحم وبعد التحليل عُلِمَ أن الشقيق قد قام بالاعتداء عليها مراراً وتكراراً قبل الشروع بقتلها.
هنا أختصر الكلام بالتفصيل عن هذه القصة لا استهانة بها بل لذكر قصة ثانية لا تقل أهمية عنها علّنا نعتبر. وفي مختصر هذه القصة أن الكبرياء قد يكون سبباً من الأسباب التي تؤدي لارتكاب الفحشاء والمنكر. فأحد الشباب كان لا هم له إلاّ خداع الفتيات والتغرير بهن. وفي إحدى محاولاته الخادعة وقعت فتاة ساذجة في شباكه وأراد رؤيتها فصدته قائلة: إن الذي بيننا حب طاهر عفيف لا يتوّج إلاّ بالزواج الشرعي. إلاّ أن هذا الخبيث استطاع فيما بعد إقناعها كي تلاقيه في إحدى الشاليهات لكي يتفقوا على أمور تتعلق بحياتهم الزوجية المستقبلية. فأسرع ذلك الشاب إلى أصدقاء السوء وأخبرهم بموعد قدوم الفتاة ليفعلوا بها ما يحلو لهم. ولكن ما الذي حدث؟! لقد شاء الله عز وجل أن ينتقم من هذا الفاسق بأقرب الناس إليه وبنفس الطريقة التي خطط لها، فالفتاة التي واعدها حدث لها مانع جعلها تمتنع عن الحضور. وكانت أخته تبحث عنه لأمر ما وهي تعلم أنه يقضي أغلب وقته في الشاليه فذهبت إليه في الموعد نفسه الذي حدده للفتاة وهكذا وقع في الحفرة التي حفرها. قال الله تبارك وتعالى: " أفأَمِنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القَوم الخاسرون" {سورة الأعراف، الآية : 99}
فعل أصدقاء السوء ما يحلو لهم بشقيقة صديقهم، فلما وصل بعد مرور بعض الوقت واطمأن أنها قد نالت جزائها لأنها كانت قد صدّته ولا أحد قد تجرّأ مُسبقاً على ذلك فَرِح واصطحب أصدقائه إلى داخل الشاليه ليمتع ناظريه بمنظر هذه المسكينة ويشفي غليله فهي التي صدته واستعصت عليه، فلما وقعت عينيه عليها كادت روحه تزهق وأخذ يصرخ بأعلى صوته على أصدقائه : يا أشقياء ماذا فعلتم، تباً لكم من سفلة، إنها أختي، إنها أختي...
من الشقي؟! هو الذي حفر هذه الحفرة لفتاة لم يهتم لهتك عرضها ونَسِيَ أن لديه شقيقة يخاف عليها وهو الذي حتماً وقع في الحفرة التي حفر.
لما أسرد عليكم هذه القصص؟! ألأنكم لم تسمعوا بقصص مشابهة قط؟؟ بالطبع لا، بل لربما تعلمون ما هو أفظع، ولكن ليس هذا هو المغزى، بل الهدف هو التذكير والحث على التفكير قبل وقوع الخطأ. فإذا ما أردنا أن نلقي اللوم هنا على أحد ونظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى هذه النهاية المخزية قلنا: "إنه الشيطان الماكر لعنه الله". وماذا عنّا نحن؟؟ ماذا عن الآباء والأمهات الذين لم يعلّموا أبنائهم معنى الدين والعقيدة وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى. ماذا عن الإغفال عن ذكر الله الذي إذا ما انعدم التمسك به انعدم لدينا الرادع الأخلاقي وسار الأبناء على الضلال. ماذا عن الزوج الذي يغيب مطوّلاً عن المنزل ولا يرجع إليه إلاّ للنوم. ماذا عن اختيار رفقاء السوء بدلاً من الأصدقاء الذين يصدقون القول ويحثّون على الفضيلة ويذكّرون إذا غفل الصديق عن ما أمر به الله ورسوله الكريم محافظة على أنفسهم.
كلنا مذنب ولربما ذنوبنا أكبر لأننا نحن الذين سمحنا للشيطان وهو أضعف منّا نحن البشر أن يدخل إلى نفوسنا لإغفالنا عن ذكر الله في كل وقت وكل حين فهو لم يزيّن لأولئك الفحشاء إلاّ لضعفهم... يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: "قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين، إلا عبادك المخلصين" "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ من اتبعك من الغاوين" {سورة الحجر، الآية: 39-40، 42}. ويقول تبارك وتعالى: "ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين". {سورة الزخرف، الآية: 36}