ملتقى شباب و صبايا سوريا

عزيز الزائر إذا أردت التمتع بميزات منتدياتنا اضغط على زر التسجيل وشكرا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى شباب و صبايا سوريا

عزيز الزائر إذا أردت التمتع بميزات منتدياتنا اضغط على زر التسجيل وشكرا

ملتقى شباب و صبايا سوريا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى شباب و صبايا سوريا

منتدى شبابي روعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي الأعضاء تم استرجاع منتدياتنا بعد تهكيرها ونلفت انتباهكم انه تم السيطرة على الوضع وعادت مندياتنا أفضل من السابق وشكرا لكم ونشكر المهندسين وشركة أحلى منتدى على المساعدة الكريمة وشكرا

    الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟

    avatar
    ????
    زائر


    الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟ Empty الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟

    مُساهمة من طرف ???? السبت أغسطس 01, 2009 6:07 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إخــواني وأخواتي الكرام . . تعـلمون أنه لا أحــد ينكـر واقع الأزمة الأخلاقـية التي طغـت بمجتمعـنا وخاصة في السنوات الاخـيرة حيث شاعت بمجتمعنا أموراً لم تكن بعهد من سبقـونا ومن ذلك إنعـــدام الأمانة والثقة بيننا ، والاستهانة بالاخـــوة الاسلامية التي تربطنا وانتشار الخصومات والعــداوات بين أفــراد مجتمعنا المسلم وانتشار البغــضاء وقطيعة صلة الرحم بيننا حتى بين الأنساب وأبناء العــم والاخــــوة والأخوات أبناء الرجل الواحــد متناسين ما ورد بالحديث النبوي الصحيح أن الشيطان لما عجــز بأن يعـبده أهـل الجــزيرة العربية عمـد الى زرع الفـرقة والشقاق بينهم . . الخ الحديث.
    وسوف نـــوجـــز معـــاً أسباب تفشي الخصومات بمجـتمعــنا على النحو التالي :
    1- الركـون إلى العــادات والتقاليـد في الفصل بالخصومات متجاهلين ما أمر به ديننا من النهي عن الفجـور بالخصومة والنهي عن الغـيبة والنميمة والوشاية والتشهير والقــدح والذم والتلفظ . . الخ.
    2- قـدرة بعض الخصوم على قلب الحقائق وجعـل المعـروف منكرا والمنكــر معـروفـــاً .
    3- تعمــد بعض الخصوم بتشويه سمعة خصومهم لدى الاخـرين والأغـرب من ذلك تصديق هؤلاء الاخـرين لهذا التشويه من غـير تثـبت وتأكد .
    4- إهمــال الحـل الفوري للخـلافات وبالتالي يأخذ حلها وقـتـاً ليس باليسـير في فـك الالغـاز حتى ينهك المصلحون ويهلك المتضررون ويفلح المهلكون ويأثم المنتفعين وتذهب رياح مبادئ قارب وسادد ووفق واصلح .
    5- إزدواج القيم والمعايير لدى بعض الخصوم وتلقي الاخرين لذلك دون وعي او أنتباه لمعالجة خطورتها قبل إنتشار أثارها المدمرة في تاجيج الخـلافات .
    6- الاصرار المتصلب على الرأي الواحـد مما نتج عنه إنعدام التسامح والتعايش مع الرأي الآخر، ونتيجة للغــلـو في هـذا الجانب ونتيجة فرض فـرد لرأيه على الاخـرين أو فـرض جماعة لـرأيها على الجماعات الأخـرى . . كل ذلك حال دون التوصل للحلول والوفـاق بين افراد مجتمعـنا مما يأثم كل من شارك في ذلك مهما كان صغر مشاركته .

    وزاد من حــدة هــذه الأمـــور تعمد البعض بإثارة الفتنة وجهلهم بما ينبغي فعـله وفق المصلحة الشرعية مما عـرض مجتمعـنا لهذا الجاهل صاحب الفتنة في التسلل في داخله ليقوم بدور المضلل والمفسد وتعميق الخلافات والفرقة بمجتمعنا ، وقد يكون هذا الجاهل صاحب الفتنة هو احد المتخاصمين حيث يقوم بما يقوم به من تأليب القلوب وزرع الكراهية بها تجاه خصمه أو تجاه من يكرهه ويبقى الاخـــرون متفرجون موفــرين عليهم بالتالي عناء الاستعـداد والبذل للحفاظ على بقاء وسلامة الجسد من الافات والأمراض الفتاكة ويقوم هذا الجاهل صاحب الفتنة بما يقوم به كما يحلو له دون رادع شرعي موجب وحاسم وهذا الجاهل صاحب الفتنة وأمثـــاله يجب البدء بهم أولاً لمحاسبتهم عن تعطيلهم للمصالح وزرعهم الفرقة والشتات بين أفراد مجتمعنا وتضليلهم للحقائق .

    مراحل نشوء الخلافات وتعــددها وهي على النحو التالي :
    أ ــ مرحلة قبل بداية الضعـف الاخــلاقي :
    1- عند وجـود الاختلاف في الحق يعنى بداية أزمة مع الدين كنص شرعي ومع الاخلاق كمفهوم سلوكي ويبدأ صاحبها بإعلان حالة الحرب بلا هواده لكسر شوكة ألاخر ويبدأ بحشد الحشود وإيجاد الغطاء الشرعي والمسوغ الذي يجب تبرير الحرب الشعواء مما يعمق ويخدع بصيرة الاخرين بأنها ضرورة حيوية للدفاع عن النفس ودفع الظلم عنه بما يدعمه من نصوص شرعية صحيحة في ظاهر ما يدعي صاحبها ولكنها في الحقيقة التي لايـــراها الكثيرون انها مخالفة لما يبطن في نفسه ونيت دافعها الغير مفهومه في اول وهلتها .
    2- تبدأ بعـد ذلك الجزء الهام وهو نشر الدعايات والغزو الفكري المضلل يصاحبها التشكيك في كل الحقائق نتيجة ان الحرب سجال وأن كل الاسلحة مشروعة للدفاع عن مصالحه الشرعية في نظر صاحبها والعكس صحيح حقيقتها بين اسلوب الترديد بما يقوله وخلط الامور ببعضها بحيث تظهر معالمها كما سوغ لها صاحبها لتصبح معلومة كاملة مغلوطة ومنقوصة أمانتها.
    3- تبدأ بعد ذلك مرحلة فصل الحقيقة من جذورها وغراسها في حوض المغالطات لتنبت مع مرور الوقت غراسا أخر حسب مواصفات صاحبها ومن ثم يستشهد الناس حقيقة مارأوها بأم أعينهم وانها الحقيقة بذاتها ولايمكن القناعة بغيرها حتى يحصل على أكبر عدد من العقول التي تؤيد صفات غراسه لكن غير ثاقب النظر لم يرى جذور الغراس من اين وكيف ولماذا شوهت حتى ضعف اليقين وعميت البصيرة.
    4- تبدأ بعد ذلك بشائر الغراس وجمع الاخرين على اوراقها بعد ان طرحت ثمارها الحلوة ونشر خبر حسن شكلها لا بفساد مضمونها .
    5- يبدأ بعد ذلك البشائر الثقافية تهل من كل حدب وصوب في وصف هذه الشجرة وغراسها وثمارها بأنه يجب المحافظة عليها من كل يريد إقتلاعها من جذورها وبل يصل الامر بإندفاع حماسي مسير غير مخير في منحنى يريده صاحب الغراس بلا حول ولاقوة ومن ثم تلحقها مرحلة تلقين الدعاية السلبية على لسان الجميع دون توجيه من صاحبها او إملاء لتدعم أهدافه على المدى البعيد لترسيخ المفاهيم المغالطة رويدا رويدا حتى تصبح حقيقة لامنكر لها إلا من عمى بصره وقلبه في نظر الناس وتصبح الحـقـيـقة مطموسة .
    6- ثم ما يلبث صاحب الغراس ان يحرف المعلومات بكل هدوء وفي مأمن المحاسبة وبحماية الاكثرية وقناعتهم المزيفة عن حقيقة الامر حتى تتهيأ الفرصة لشن هجوم شامل كاسح بكل الاتجاهات في ظل وجود تبريرات ومسوغات قناعية ومنطقية من المجتمع معه .

    ب ــ مرحلة الاجهــــاز عــلى الاخـــر :
    في ظل تخريب للعـقـول والقـلوب وتحـريف الحـقـائق وتـوفــير كل الاسباب اللازمة لذلك
    وتزايد اسهم ونفوذ صاحب الغراس بين مجتمعه يبدأ الضرب تحت الحزام ولكن بطريقة البتر المجزء شيئاً فشيئاً حتى يأخذ وقته ويشل حركة الاخر بحيث لايستطيع ان يدافع عن نفسه ويصبح صوته غير مسموع ولا يابه به أحد ويجد كل باب مقفل حتى يصل إلى مرحلة فقط التوازن والسيطرة وتبدأ مرحلة السقطات والهفوات نتيجة الظلم والقهر الاجتماعي الغاشم بدو نصير او مناصح او عادل او عاقل يقف في وجه الظلم وأهله .

    ج - مرحلة ما بعــد الاجهاز على الاخـــر :
    يبدأ صاحب الغـراس في تغـيـير للمفهوم الاجتماعي ويبقى عامل الوقت مهم وهو أما ان يتراجع الاخر ويصبح جاهزاً لتنفيذ شروط الظالم أو يصبح تحت رحمة الالم والقهر والظلم حتى يصبح منبوذا ويسقط حقـه في الدفاع عن نفسه والله المستعان ومن هنا تبدأ مرحلة كسر العظام بصمت وهدوء دون أن يسمعه الاخرون باسلوب الضغط والاكـــراه .

    العوامل الداخلية المسببة لما سبق ذكره أعـــلاه :
    أ‌- إتباع البعض لهواهم ببث الكذب والضلالات والانحراف عن النهج الرباني العادل والمشاركة بتضيع الحقوق أو بحب السلطة والشهرة والمصالح والمنافع الشخصيه وما تبعه من خلافات إجتماعية وتحزبات وانقسام وتآمر وتنافس فيما لانفع فيه او مصلحة شرعية . وكذلك لانسى تقدم عامة الناس من الاثمين في تحملهم هذا الظلم العظيم وما يترتب عليها من ضياع الحقوق والعدل والانصاف في ظل السكوت او الجهل المطبقين على المجتمع إلا من رحم الله منهم .
    ب‌- وجود تيارات متضادة مع بعضها البعض في ظل الجهل بحقيقة ما يختلفون عليه لعدم توفير الالية الصحيحة والسليمة لتقصى الحقائق بالأصول المناط العمل بها فاصبح كل شخصاً يدلو بدلوه وهو لايعلم أين هو مما أختلط فيه الامور صحيحها من سقيمها مما زاد تجذر الامور وتعقد حبالها وهذا مايريده صاحب الغراس حتى تظل الامور غير معلومة او مفهومة او اين بداية الخيط حتى يظفر بالنصر المؤزر المبني على ظلم الاخرين والله المستعان وأما الاخرون فبشرهم ان نصيبهم من تحمل الاثام والسيئات وسعار ناراً بالاخرة بلا هدفاً أو بصيرة بأبتاع الشيطان وأعــوانه .
    avatar
    ????
    زائر


    الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟ Empty رد: الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟

    مُساهمة من طرف ???? السبت أغسطس 01, 2009 6:08 pm

    . . . ثمـــة أزمـــة فكــرية بمجـتمـعــنا . . أليس كذلك ؟
    فـبعــــد التأمل والتفكر والتدبر سنجد اسباب هذه الازمة كالتالي:
    • عدم فعالية صاحب التعليم والادب والثقافة والخبرات المتراكمة الحسنة في تغيير مجتمعـنا نحو الأفضل رغم كثرتهم وإنسحابهم للركون بهدوء في الظل في عدم وجود الهمة وإحتساب الآجــر لأسباب غير مبررة نهائياً .
    • اهـتزاز القيم والأخلاق وعدم الالتزام بأعراف مجتمعنا وتقاليده الجيدة وفق الشرع ومن ثم العادات القبلية الحسنة والتي توافق مع الشرع وغـيرها يلفظ ويرفض مهما كانت المصلحة التي تترتب على ذلك وفق نظرات غير شرعية .
    • انبهارنا بثقافة الدعاية والاعلان السلبي والمغـرض في بث السموم بكل وأشكالها ونقصد بذلك الوشاية إلى درجة استلاب الإرادة والشخصية الثقافية للاخرين والسيطرة على عقول اصحابها وإحتوائهم بفن ودهــاء في ظل استمرار فاعلها في إخفاء دوافعها الغير حميدة عواقبها عن مايجهل في ظل وجود درجات طيفية غير مقــرؤة أو مشاهدة إلا من لديه بصيرة القلب والعقل .
    • جمود الفكر الايجابي وترسيخ الفكر التقليدي بكل صوره المشوه والسلبية عن مواكبة العصر والتطور بالسرعة المناسبة ، والاتجاه الصحيح لتلبية متطلبات العصر، دون فقدان عنصر الدين والقيم والأصالة الحميدة .
    • وجود أزمة تربوية تتعلق بإيجاد الشخصية السوية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتتخطى حاجز الازدواجية بين تعليم ديني وتعليم دنيوي، وذلك مقابل الشخصية التي ينخرها التخريف الفكري أو تعشش فيها الايدولوجيا القبلية السلبية، أو يهيمن عليها حالة الفراغ الفكري الخامل .
    • وجود أزمة تتعلق بالأمن الفكري لأجيالنا، من حيث ما نأخذ، وما ندع، من سلوكياتنا الأخرى المعاصرة. وكيف تتم هذه العملية في هذا العصر الذي يتسم بانفجار المعرفة وتسارع نموها كما يتسم بثورة المواصلات وتواصل الشعوب في آن واحد.
    • ارتفاع نسبة الأمية الفكرية في عدم تأصيل ثقافتها وعلمها وفهمها من مصادرها الشرعية والمختصة وندرة تطبيقاتها وعناصرها من قبل نماذج جيدة لمجتمعاتها .
    • عدم تقبل البعض استيعاب التطورات الاجتماعية والقبلية وحاجتها المعاصرة بما يزيد من تنميتها واستنباتها وتطويرها بالشكل اللازم والصحيح لتكوين منظومة جيدة لتكن إطار هادف ومنتج بلا عوائق.
    • حاجتنا الماسة لترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي وبالاخص أمام ألاجيال وتكافؤ الفرص والحرية المثمرة والشورى الهادفة والمساواة في الحقوق والجزاء فليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان بل باحترام إنسانية الإنسان وكرامته وتحقيق ذاته.

    كيف العـلاج لهذه الازمات الاخـلاقية :
    لمواجهة أزمة الأخلاق يجب ان يصحح مسار المجتمع بإخراجها من الانشطارية الشيطانية والتأكيد على مفهوم أنها عقيدة تقوم على المادة والروح معاً ولتحـقـيق التكامل بين متطلبات الروح والجسد يمكن الانطلاق من المحــددات التالية :
    • التربية العـقـلية: هي قائمة على منهج يسعى لتنمية العقل تنمية متكاملة ويمكن تحقيق ذلك عن بما يلي :
    ‌أ- تنمية الإنسان فكريا بحيث يكون إنسانا عابدا صالحا مدركا.
    ‌ب- استخدام الحواس في تنمية هذا الجانب لتكون التربية ناجحة.
    ‌ج- التدريب على الانفتاح الفكري الايجابي.
    ‌د- الاهتمام بتربية البصيرة باستخدام الأساليب التربوية المناسبة.
    ‌ه- الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي وبالأخلاق الحميدة التي تبعث على الفكر الناضج والتفكير النافع.
    ‌و- صياغة القيم الإنسانية وتهذيب الفرد، لتحقيق السعادة الدينية والدنيوية.
    ‌ز- توحيد جهد الأفراد هي نقطة الارتكاز التي توحد أفكارهم ومفاهيمهم ومشاعرهم وتضبط تصرفاتهم وأوضاعهم وسلوكهم ، حتى يوصف المجتمع بالصلاح والتماسك والثبات والاستقرار.

    • التربية الأخـلاقية : وتتمثل في إرضاء الله ، من خلال تجسيد الأخلاق القرآنية في مناشط الحياة ، ويتم ذلك عن طريق الأسس التالية :
    ‌أ- تنمية الوازع الديني الداخلي، او ما يعبر عنه بالضمير الأخلاقي الذي يتغذى من إيمان الفرد ومعـتقداته.
    ‌ب- التزود بالمعرفة وأولها الأخلاق القرآنية عن طريق العلم والتجربة.
    ‌ج- تربية الإرادة لتربي في الفرد حرية الاختيار السليم.
    ‌د- التدريب على ممارسة عمل الخير، ودعوة الآخرين للمشاركة فيه على أساس الاختيار الحر، حتى يصبح عمل الخير والالتزام به عادة راسخة وسجية نامية في الفرد.

    إعادة صياغة الحياة الاجتماعية : إن إعادة الحياة إلى طبيعتها وصبغها بالصبغة الشرعية تستوجب ضرورة هدم كل الوسائل والأساليب الظالمة والغير عادلة التي كانت السبب في إحالة حياة الاخرين الى تمزق، انعدمت فيها الأخلاق، وبدت المادة تسيطر على العلاقات بينهم. والمجتمع بحاجة إلى ان تعمل بروح الفريق الواحد لتحيق هذا الهدف، مع التركيز على بعض المجالات الحيوية في حياة المجتمع ومراعاة الفروق بقدر الامكان حسب المصلحة .
    توجيه الإعلام اللساني الايجابي وتجميد ماعداه : لا يمكن إغفال الدور الذي يقوم به الإعلام اللساني بكل أشكاله في التوجيه والإرشاد خاصة في هذا العصر نتيجة للتطور في وسائل الاتصالات، فتأثير الإعلام في هذا الزمن يفوق كل وسيلة، وهو الوسيلة التي يستخدمها البعض للسيطرة على فكرة وقناعة خاصة به ويضحى بكل ما يستطيع للوصول إلى هدفه ومبتغاه ولذا فـللإعلام السلبي يلعب دوراً فاعلاً في تغـيير التربية وأسقاط قيمها وأهدافها مع مرور الوقت في ظل السكوت والغفلة وعـلى إعلامنا اللساني أن يعني الدور الهام الذي عليه أن يؤديه في إطار التربية الايجابية كي يعيش مجـتمعنا الحياة التي وجدت من أجلها، وعليه في أن يراعي الأمور التالية:
    ‌أ- كيف غير الإسلام مسار العالم، فلم يكن فكرة يحلم بها فيلسوف، أو نظرة ينقطع لها راهب، بل دينا تتغير به الأفراد والمجتمعات، نقلها من أدنى إلى أعلى ومن ذل إلى عز ومن فقر إلى غنى، ولنا في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خير برهان، حيث أحدثت التغيير الشامل في أحوال العالم.
    ‌ب- التركيز على خطر الأفكار المنحرفة والمخططات الهدامة ـ التي ترسخ مفاهيم هدامة ومحاولة غرسها في مجتمعنا بكشف زيفها وبطلانها وأهدافها والقضاء عليها .
    ‌ج- التركيز على الوسطية في الأمور، لا إفراط ولا تفريط.

    وبقي أن أشير الى دور التربية بتحصين الفرد خلقيا ودينيا وثقافيا :
    لاشك أن دور التربية يتمثل في أن النظم والقيم والمعايير لا تتأصل بمجرد الإعلانات وبإلقاء الخطب والمواعظ من حين إلى آخر، وإنما تتأصل عن طريق التنشئة والتربية عبر المراحل التعليمية أي عن طريق تكوين القناعة العقلية والعلمية ودفعهم إلى ممارستها عمليا في حياتهم الاجتماعية في داخل المجتمع وخارجة. ثم بالتقـويم المستمر للسلوكيات الأخلاقية والاجتماعية في ضوء المعايير والقيم العامة بحيث تصدر منهم تلك القيم كما يصدر النور من المصابيح. لإن مكونات التحصين هي مزيج من الأخلاق والدين والثقافة وهذه المكونات مرتبطة بعضها ببعض ومتداخلة بعضها في بعض لأنها عناصر رئيسية لقضية اجتماعية نفسية قوامها الجهود الذاتية من الأفراد الذين يكونون المجتمع بحيث إذا تحصن كل فرد منهم ضد الانحراف صار المجتمع ككل حصينا ضده وآمناً من مفاسده. كما أن التحصين عملية بنائية يقيم بها الفرد أسوارا تحيط به وهو قابع في مكان مرتفع، فيصبح محصنا. وكما يكون تحصين الفرد في مرحلة الرضاعة ضد أمراض كشلل الأطفال والسل وغـير ذلك من الأمراض الخطيرة التي تنغـص عليه حياته ، كما أن التحصين إرادي فهو كذلك ذاتي إذ أنه عملية شعورية يؤديها الفرد بنفسه لنفسة لأنه يريد المحافظة عليها والارتقاء بها وتكريمها، لكي تكون عملية إيجابية بنائية هادفة إلى خير الفرد والمجتمع فالنفس الإنسانية محتاجة إلى التحصين ضد الانسياق غير المنضبط وراء نزعاتها الفطرية العامة بإفراط شديد وتظهر حاجة النفس الماسة إلى التحصين في مجتمع انتشر فيه الفساد وارتفعت فيه نسبة الخروج على طاعة الله تعالى، وأصبح الأمر بالمنكر فيه اكثر بكثير من الأمر بالمعروف، ويقول ابن خلدون في الحضارة المفرطة في المدن والأمم على السواء: (ويفسد حال المدينة، وداعية ذلك كله إفراط الحضارة والترف، وهذه مفسدات في المدينة على العموم في الأسواق والعمران.وأما فساد أهلها في ذاتهم واحداً واحداً على الخصوص فمن الكد والتعب في حاجات العوائد والتلون بألوان الشر في تحصيلها وما يعود على النفس من الضرر بعد تحصيلها بحصول لون أخر من ألوانها. فلذلك يكثر منهم الفسق والشر والسفه والتحايل على تحصيل المعاش من وجهه ومن غير وجهه. وتنصرف النفس إلى الفكر في ذلك والغوص عليه واستجماع الحيلة له. فتجدهم اجرياء على الكذب والمقامرة والغش والخلابة والسرقة والفجور في الأيمان والربا في البياعات، ثم تجدهم أبصر بطرق الفسق ومذاهبه والمجاهرة به وبدواعيه واطراح الحشمة في الخوض فيه حتى بين الأقارب وذوي المحارم الذين تقتضي البداوة الحياء منهم في الإقذاع بذلك. ونجدهم أيضا أبصر بالمنكر والخديعة يدفعون بذلك ما عساه أن ينالهم من القهر وما يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح حتى يصير ذلك عادة وخلقا لأكثرهم إلا من عصمه الله، ويموج بحر المدينة بالسفلة من أهل الأخلاق الذميمة ويجاريهم فيها كثير من ناشئة المجتمع وولدانهم ممن أهمل عن التأديب والتهذيب ). .
    avatar
    ????
    زائر


    الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟ Empty رد: الازمة الاخلاقية وخلافاتنا الاجتماعية ؟؟؟

    مُساهمة من طرف ???? السبت أغسطس 01, 2009 6:08 pm

    • تحصين النفس خلقيا :
    فالتحصين الخلقي تقوية النفس بمكارم الأخلاق المبثوثة في الكتاب والسنة التي تحض على التخلق بالأخلاق الحميدة التي تحدد سلوك الأفراد وترشدهم إلى إصلاح أنفسهم لكي يسعدوا في الدنيا وفي الآخرة وتحصين النفس خلقيا يرجع في الأساس إلى وعي الأفـــراد بقيم الأخلاق وفائدتها لهم في حياتهم الاجتماعية. فالصدق والأمانة والوفاء والشرف والكرامة وحسن السلوك، كلها أخلاقيات لا تظهر إلا في تعاملهم بعضهم مع بعض الناتج من معاشرتهم بعضهم بعضا. ويكون التحصين الأخلاقي للنفس من شرورها هي ذاتها ومن شرور الفاسدين ضرورة اجتماعية وسياسة وقائية ذاتية ، تحفظ الإنسان من الشرور والآثام والجريمة والانحراف وتقيه من وساوس نفسه الأمارة فيعيش بنفس مطمئنة متصالحة في وفاق مع نفسه اللوامة إذ لا تجد لها عليه ملامة ويسهل عليه هذه المهمة الصعبة ، إذا كانت عملية تنشئته الاجتماعية إيجابية مثمرة.
    • تحصين النفس دينيا :
    ويقصد بالتحصين الديني تزكية النفس بما جاء في القران الكريم من حكم ومواعظ وأوامر ونواه في العلم بها نجاة الإنسان من المهالك التي تقود إليها النفس الأمارة بالسوء وتزيين الشيطان للإنسان سوء عمله بالوسوسة المستمرة في صدرة، وبخاصة في المواقف المفعمة بالمغريات، وكذلك تزكيتها بما ورد في السنة المطهرة من تعاليم وتوجيهات في العمل بها صلاح الإنسان وهدايته. وبتأمل ما ورد في القران الكريم ويفهم آياته ويتدبر معانيها، وبخاصة آيات الحكمة التي وردت في سورة الإسراء أوامر مباشرة يختمها الله سبحانه وتعالى بقوله: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) (الإسراء:39) ليجد فيها خير تحصين لنفسه ضد ما فيه ضرر وفساد مجتمعة وغضب ربه، إذ يقول سبحانه (ولاتجعل مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مذموماً مَدْحُور)(الاسراء: من الآية39) وقال تعالى(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الاسراء:23)
    وفي القران الكريم كذلك سورتا النور والحجرات، فيهما آيات أخلاقية كثيرة في فهم معانيها وتدبرها تحصين للنفس من سوء الأدب وانحطاط الخلق ومن الأجرام والانحراف وعلى رأس هذه الآيات ما خص منها ارتكاب الفاحشة فسورة النور تبدأ بعقوبة الزنا وعقوبة قذف المحصنات وهي جريمة تشيع الفاحشة في المجتمع. ولذلك يبين الله تعالى ما يجب على الناس فعله إزاء شائعة القذف، تحصينا لأنفسهم وصيانة للمجتمع فيقول (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ)(النور:12) وفي هذه الآيات عتاب لمؤمني المدينة عن سلوكهم بخصوص حديث الإفك. وقد وردت بعد ذلك آيات متعلقة بآداب الاستئذان عندما يراد دخول بيوت الغير، وآيات خاصة بغض البصر والعفة والحشمة، تحصن ضد الفساد والتردي في الرذيلة. أما سورة الأحزاب فقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة، وبالأخص ما يتعلق بالأسرة، واحتوت على توجيهات وآداب قرآنية متنوعة، كآداب الولائم، وآداب الستر والحجاب وعدم التبرج، كما اشتملت على أحكام خاصة بالزواج والأسرة، ونصت على التأسي بالرسول الكريم فلقد كان خلقه القران، وخاطبه الله تعالى بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)
    • تحصين النفس ثقافيا :
    من خلال تهذيب النفس بتنمية معارف الإنسان بخبرات البشر الماضية والحاضرة وتجاربهم التي مروا بها وما حدث لهم من أحداث وما وقع لهم من وقائع وذلك بقراءة كتب التاريخ وسير العظماء وكذلك من ارتكبوا جرائم وانحرفوا عن سواء السبيل ففيها عبر ومواعظ.
    فالمؤسسات التي يكونها الوالدين تلعب دورا حيويا في هذا الجانب بتحصين الفرد من خلال تفاعله الواعي مع الظروف والمواقف الاجتماعية ليتبصر الأمور ويحكم عقله ويتخذ قراره، كما تقوم المؤسسات التربوية بطرح قضايا المجتمع ومشكلاته وتوجههم وإرشادهم نحوها، ليتحقق للفرد في النهاية تنمية نوازع الخير في نفسه وتربيته على الترفع عن الدنايا والارتقاء بالنفس إلى مراتب المتقين الذين يخشون ربهم في السر والعـلن.

    وخـــتامـــاً : نــدرك جميعــا مدى الخطر المحيط بالمجتمع . . فماذا علينا أن نفعل ؟ لقـد ألقي على عاتق كل راع أمانة عظيمة ومسئولية جسمية عن نفسه وعن من يعول، ولو كل فرد منا قام بمسئولياته على الوجه الشرعي لعاشت الأمة في سعة من رزقها ورغد في عيشها. إن الالتزام بوسائل المعالجة كما ذكرت أنفا يكفل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إعادة المجتمع الى فطرته السليمة النقية الخالية من البدع والشبهات والمخالفات والانحرافات. وكما يشير الحق سبحانه وتعالى بأن هلاك المجتمع مقرون بانتشار الفساد فيه ؟ فهل نعي هذه الحقيقة ونستدرك الفسحة المتاحة قبل أن يعمنا الله بعقابه. قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
    وارجو أن يصل صوتي لكل عاقل حكيم بمجتمعه وقومه وأهله وعمله ويفهم كلماتي جيدا كل ذو لبيب
    والســـــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 12:31 pm