( لاتفرح ايها الثري )

يعتقد الكثير من الناس ان الرجل الثري الذي يتمتع بثروته وخيراته انه السعيد الذي خصه الله بالخير دون غيره , ولو تأملنا فيما يقسم الله الخيرات بين عباده نجد ان الخير ليس مقتصر على الرجل الثري فقط وليس شرطا على حصوله على السعاده

فمثلا العباده وطاعة الله هذه الخصله من اعظم نعم الله التي يقدرها للمؤمن , لان هذه النعمه يعود نفعها على الانسان في الدنيا من خلال الراحه القلبيه والطمأنينه , وفي الاخرى من خلال رضا الله تعالى والفوز بجناته

اما صاحب المال فهو منشغل في جمع الاموال ومحمل نفسه الهم العظيم حتى يحصل على اكثر مما عنده

فالبعض منهم لا يخلد الى الراحه , ولايجد طعم النوم , فباله مشغول وقلبه متعلق بتجاره رابحه فلا ابناء يتفرغ لهم ويأنس معهم ولا زوجه يلاطفها وتلاطفه فهو مشغول بكل ماتحمله هذه الكلمه من معنى , حتى الغاية التي من اجلها خلق وهي العباده لاتجد له نصيب منها الا من رحم الله

فالمال ايها الاحبه ليس كل شي في الدنيا ولا هو سبب رئيسي في الحصول على السعاده والراحه

وفي المقابل نجد ان الذي لا يملك غير راتبه الذي يؤخذه كل شهر نجد انه سعيد في حياته

منشرح باله

منشغل بأولاده

مؤدي عبادته على اكمل وجه

ولو نظرنا وتأملنا حال الناس لرأينا ان الله فضل الفقير على الغني باموووور اخرى وهو لايشعر بذالك

فالله تعالى اعطى زيد انشراح البال وصلاح الاحوال ولو كان قليل المال

وقدر على الاخر ضيق العيش وانشغال البال وتعاسة الحال ولو كان كثير المال ثريا

وهل نفعت الاموال قارون الذي اعطي مالا عظيما

وما الذي حصل عليه بلال الحبشي وما نال من عز الدنيا والرفعه في الاخرى

بالنهاية المال ليس كل شي ان لم تكون على طاعه الله
__________________