الشكوى من ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة لا تنقطع، الغلاء مستمر ودخول الناس لا تلاحقه. والشكوى لا تتوقف عند الفقراء فقط ، بل حتى أصحاب الدخول العالية و"المعقولة" يشتكون أيضا من أن أموالهم تتبخر بسرعة ، ولم يعد لها الأثر الذي كان لها زمان. الأموال لا بركة فيها. الصحة أيضا لا بركة فيها فالضعف منتشر ، شباب يعانون من آلام الظهر وكلالة النظر والضعف الجنسي، ورجال في مقتبل العمر يصابون بهشاشة العظام وتساقط الأسنان. الأرض أيضا قلت بركتها ، الفواكه والخضروات لا طعم لها، وحقن المزروعات بالكيماويات والهرمونات لا ينفع ، وأصبحت الفواكه كأنها من البلاستيك.
لله تعالى موعود في القرآن الكريم " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". والمعنى واضح: أن الإيمان بالله وتقواه سبب مباشر لفيضان الخيرات وفتح أبوابها المغلقة وتيسير الحصول عليها، ثم يُبَارك في هذا كله. والبركة أثر غيبي يجعله الله في الأشياء فيزداد نفعها وخيرها. فقد تجد أسرة دخلها محدود ، وعيشتها هنية رضية ، وقد تجد عاملا بسيطا صحته موفورة وأولاده تربيتهم عالية وذكاؤهم متقد ، وقد تجد تاجرا أو رجل أعمال ، مكاسبه ضعيفه ولكن ترى قناعته عظيمة ورضاه كاملا. فهذه وأمثالها بركات هذه الحياة.
أين بركات السماء والأرض؟ ولماذا شحت؟ ولماذا هذا الشعور الخانق بالتضييق في الأرزاق ؟ ولماذا أيضا يوسَع على غير المؤمنين في الغرب والشرق ؟ أم أن هذه الآية تخص المسلمين فقط ؟!
بعض الأغبياء يعتقدون أنه لا علاقة بين الحياة وأسبابها ، وبين الإيمان والتقوى ، ويدعون أن الإيمان علاقة تعبدية بين الإنسان وربه ولا دخل لها بهذه الحياة. إن هؤلاء واهمون جاهلون ، وتقرير الله تبارك وتعالى هنا يشهد عليهم ، فالله جعل مفاتيح أبواب بركات السماء والأرض في الإيمان به واتباع أوامره. إن تصديقنا لهذا الموعود يجعلنا نلتفت إلى أنفسنا ونتهمها بنقص الإيمان وقلة التقوى ، وإلا لتحقق موعود الله فينا ، فإن وعد الله حق. إن حبس بركات السماء والأرض ، وأنات الشكوى التي لا تنقطع لأمر مخيف وعلامة موجعة على أننا بعيدون بعيدون عن المستوى الذي يريده الله منا ولنا.
أما توسعة الأرزاق على غير المؤمنين في الغرب والشرق ، فقصة قديمة مكررة ، والذي نراه عندهم لا علاقة له ببركات السماء والأرض ، إنه أيضا من سنن الله ، فمن يكد ويعمل في الدنيا لا يحرمه الله جزاء فيها ، لكن لا بركة فيها وثمة فرق هائل بين الأمرين. فالتوسعة التي نراها عندهم يصاحبها عدم الرضى والقلق وتقطع العلاقات والاغتراب النفسي والانحلال. إن حالهم أشبه بإنسان ضخم طول بعرض ، لكن ضخامة بدنه ليست صحة وافرة وحيوية دافقة ، وإنما بسبب أورام نفخت هذا الجسد. وهؤلاء أمثالهم ينتظرهم دائما "فأخذناهم بما كانوا يكسبون".
إن كل غيور على أحوال المسلمين ليشعر بالخوف من شؤم معنى قلة بركات السماء والأرض التي نراها رأي العين ، إنها جرس إنذار حتى نراجع ديننا. إن إغفال مثل هذه الإشارات الواضحة غفلة في القلب وطمس على البصيرة ، نعوذ بالله من ذلك. اللهم بارك لنا في أعمارنا ، وبارك لنا في أفهامنا وصحتنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا.
لله تعالى موعود في القرآن الكريم " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". والمعنى واضح: أن الإيمان بالله وتقواه سبب مباشر لفيضان الخيرات وفتح أبوابها المغلقة وتيسير الحصول عليها، ثم يُبَارك في هذا كله. والبركة أثر غيبي يجعله الله في الأشياء فيزداد نفعها وخيرها. فقد تجد أسرة دخلها محدود ، وعيشتها هنية رضية ، وقد تجد عاملا بسيطا صحته موفورة وأولاده تربيتهم عالية وذكاؤهم متقد ، وقد تجد تاجرا أو رجل أعمال ، مكاسبه ضعيفه ولكن ترى قناعته عظيمة ورضاه كاملا. فهذه وأمثالها بركات هذه الحياة.
أين بركات السماء والأرض؟ ولماذا شحت؟ ولماذا هذا الشعور الخانق بالتضييق في الأرزاق ؟ ولماذا أيضا يوسَع على غير المؤمنين في الغرب والشرق ؟ أم أن هذه الآية تخص المسلمين فقط ؟!
بعض الأغبياء يعتقدون أنه لا علاقة بين الحياة وأسبابها ، وبين الإيمان والتقوى ، ويدعون أن الإيمان علاقة تعبدية بين الإنسان وربه ولا دخل لها بهذه الحياة. إن هؤلاء واهمون جاهلون ، وتقرير الله تبارك وتعالى هنا يشهد عليهم ، فالله جعل مفاتيح أبواب بركات السماء والأرض في الإيمان به واتباع أوامره. إن تصديقنا لهذا الموعود يجعلنا نلتفت إلى أنفسنا ونتهمها بنقص الإيمان وقلة التقوى ، وإلا لتحقق موعود الله فينا ، فإن وعد الله حق. إن حبس بركات السماء والأرض ، وأنات الشكوى التي لا تنقطع لأمر مخيف وعلامة موجعة على أننا بعيدون بعيدون عن المستوى الذي يريده الله منا ولنا.
أما توسعة الأرزاق على غير المؤمنين في الغرب والشرق ، فقصة قديمة مكررة ، والذي نراه عندهم لا علاقة له ببركات السماء والأرض ، إنه أيضا من سنن الله ، فمن يكد ويعمل في الدنيا لا يحرمه الله جزاء فيها ، لكن لا بركة فيها وثمة فرق هائل بين الأمرين. فالتوسعة التي نراها عندهم يصاحبها عدم الرضى والقلق وتقطع العلاقات والاغتراب النفسي والانحلال. إن حالهم أشبه بإنسان ضخم طول بعرض ، لكن ضخامة بدنه ليست صحة وافرة وحيوية دافقة ، وإنما بسبب أورام نفخت هذا الجسد. وهؤلاء أمثالهم ينتظرهم دائما "فأخذناهم بما كانوا يكسبون".
إن كل غيور على أحوال المسلمين ليشعر بالخوف من شؤم معنى قلة بركات السماء والأرض التي نراها رأي العين ، إنها جرس إنذار حتى نراجع ديننا. إن إغفال مثل هذه الإشارات الواضحة غفلة في القلب وطمس على البصيرة ، نعوذ بالله من ذلك. اللهم بارك لنا في أعمارنا ، وبارك لنا في أفهامنا وصحتنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا.