لا يزال علماء الأنثربولوجيا في نقاش مستمر حول فكرة وجود " أكلة لحوم البشر " , وإن أكدتها وجود بعض القبائل في " غينيا الجديدة " حتى منتصف القرن الماضي .
ويقدس الهنود الأبقار والجواميس , من طلاب إلى أساتذة إلى عمال إلى تجار .. تجار .. وعندما تموت يتعاملون مع موتها بشعائر خاصة تغلب عليها صفة " القداسة " وفقاً لتقاليدهم وعاداتهم وما يؤمنون به من معتقدات .
لا أدري لماذا عندما بدأت بكتابة هذه المقالة التي تدور فكرتها الأساسية حول " أكلة لحوم البقر " قفز إلى مخيلتي منظر أكلة لحوم البشر , ومنظراخر حول طريقة تعاطي الشعوب المختلفة مع مقدساتهم حتى لو كانت " أبقاراً وجواميس " مع احترامنا لكل المعتقدات .
بدأت الحكاية قبل سبعة أشهر تقريباً , عندما طلب اتحاد غرف التجارة من وزارة الاقتصاد والتجارة السماح باستيراد لحم الجاموس من الهند بعد الالتزام بشروط الذبح على الطريقة الاسلامية من قبل لجان فنية متخصصة قبل استيراد المادة ,وذلك على خلفية قيام الوزارة بإصدار تعليمات تمنع استيراد المادة بعد أن كانت اصدرت اجازات استيراد بهذا الخصوص..
وكعادة أكلة لحوم البشر , قام تاجر " حلبي " كبير رفض مدير الشؤون الصحية بحلب الافصاح عن اسمه لعكس السير باستيراد أطناناً لا حصر لها من لحوم الأبقار والجواميس " المجمدة " من الهند بقيمة " نصف دولار " للكيلو الواحد .
وبدوره قام بوضع " اللحوم المجمدة " وبكل أمانة في أيدي تجار الدرجة الثانية , حيث باعهم الكيلو الواحد بسعر " دولار واحد " , واللذين بدورهم لم يقصروا في " خبط " من تدور عليه الدوائر دائماً وهو المواطن , حيث وصل كيلو اللحم المجمد الواحد إلى ما يقارب " الدولارين " ( 170 – 200 ) ل . س للمستهلك .
إلى هنا والموضوع عادي , إلى أن تم اكتشاف عدد من حالات التسمم نتيجة أكل " لحوم مجمدة " , والتي انتشرت بسرعة في أسواق مدينة حلب على الأقل ( كونها مدينتنا ونحن على احتكاك مباشر مع المستهلك ) , وخاصة مع تبشير صحيفة رسمية قبل أيام بارتفاع سعر كيلو اللحم إلى 700 ليرة مع اقتراب العيد , طبعاً بالإضافة إلى سبب إضافي وأهم و هو تعطش الفقراء لأكل " اللحمة " .
وفي اتصال هاتفي مع الدكتور " مازن بيكباشي " مدير الشؤون الصحية بحلب , فوجئنا بحقائق " مروّعة " حول هذه اللحوم المجمدة , نضعها من باب الأمانة الصحفية و الحرص على سلامة المواطن بين أيديكم :
الحقيقة الأولى : هناك أربعة أنواع من اللحوم المجمدة في السوق , واحدة منها سامة 100 ب 100 , و الأنواع الثلاثة الأخرى تكون سامة فيما لو لم تغل بالماء لدرجة حرارة تفوق المائة , ثم تصفى من السوائل التي تحتوي مختلف أنواع الجراثيم والباكتيريا .
الحقيقة الثانية : هي أن أن بعض الباعة أو المطاعم يقوم بعرض اللحم المجمد , ثم يضعه في المجمدة , ثم يعرضه للبيع , والتحاليل المخبرية تشير إلى أنه وبمجرد " فك الجليد " عنه , ثم أعيد للمجمدة , يصبح ساماً حتماً , مهما عولج أو غلي .
الحقيقة الثالثة ( الأخطر ) : هو استعمال بعض المطاعم والمحلات العامة وبائعي الشاورما , لهذه اللحوم نتيجة " رخص ثمنها " , وهذا ما يفسر ارتفاع حالات التسمم في مدينة حلب مؤخراً .
الحقيقة الرابعة : قيام بعض " القصابين " وأصحاب محلات بيع اللحوم بغش اللحم وخلطه بلحوم مجمدة , وبذلك يصبح الأمر مشكلة عامة .
وتعمل الرقابة الصحية في المدينة بشكل مكثف وجدي على متابعة الموضوع ( وفق مديرها ) , كما تقوم السلطات المختصة بمتابعة الأمر .
ونحن بدورنا نتابع الموضوع للوقوف على ما يفعله بنا " مطعمونا لحوم البقر " , فهل وصل تجارنا إلى هذه الدرجة من الدناءة والاستهتار بأرواحنا ليطعموننا " سموماً " .
نسيت أن أخبركم أن علماء الأنثربولوجيا أكدوا أن أولئك القوم ( أكلة لحوم البشر ) لم يكن في سلوكهم قتل الآدميين من أجل لحومهم بل إنهم لم يكونوا يأكلون الغرباء حتى , ولكنهم كانوا " يكرمون" أصدقاءهم وأقاربهم بعد وفاتهم فيأكلون أمخاخهم وقطعاً معينة من أجسادهم .
فإذا أجرينا مقارنة .. لالا .. الأمر فظيع جداً ..
ويقدس الهنود الأبقار والجواميس , من طلاب إلى أساتذة إلى عمال إلى تجار .. تجار .. وعندما تموت يتعاملون مع موتها بشعائر خاصة تغلب عليها صفة " القداسة " وفقاً لتقاليدهم وعاداتهم وما يؤمنون به من معتقدات .
لا أدري لماذا عندما بدأت بكتابة هذه المقالة التي تدور فكرتها الأساسية حول " أكلة لحوم البقر " قفز إلى مخيلتي منظر أكلة لحوم البشر , ومنظراخر حول طريقة تعاطي الشعوب المختلفة مع مقدساتهم حتى لو كانت " أبقاراً وجواميس " مع احترامنا لكل المعتقدات .
بدأت الحكاية قبل سبعة أشهر تقريباً , عندما طلب اتحاد غرف التجارة من وزارة الاقتصاد والتجارة السماح باستيراد لحم الجاموس من الهند بعد الالتزام بشروط الذبح على الطريقة الاسلامية من قبل لجان فنية متخصصة قبل استيراد المادة ,وذلك على خلفية قيام الوزارة بإصدار تعليمات تمنع استيراد المادة بعد أن كانت اصدرت اجازات استيراد بهذا الخصوص..
وكعادة أكلة لحوم البشر , قام تاجر " حلبي " كبير رفض مدير الشؤون الصحية بحلب الافصاح عن اسمه لعكس السير باستيراد أطناناً لا حصر لها من لحوم الأبقار والجواميس " المجمدة " من الهند بقيمة " نصف دولار " للكيلو الواحد .
وبدوره قام بوضع " اللحوم المجمدة " وبكل أمانة في أيدي تجار الدرجة الثانية , حيث باعهم الكيلو الواحد بسعر " دولار واحد " , واللذين بدورهم لم يقصروا في " خبط " من تدور عليه الدوائر دائماً وهو المواطن , حيث وصل كيلو اللحم المجمد الواحد إلى ما يقارب " الدولارين " ( 170 – 200 ) ل . س للمستهلك .
إلى هنا والموضوع عادي , إلى أن تم اكتشاف عدد من حالات التسمم نتيجة أكل " لحوم مجمدة " , والتي انتشرت بسرعة في أسواق مدينة حلب على الأقل ( كونها مدينتنا ونحن على احتكاك مباشر مع المستهلك ) , وخاصة مع تبشير صحيفة رسمية قبل أيام بارتفاع سعر كيلو اللحم إلى 700 ليرة مع اقتراب العيد , طبعاً بالإضافة إلى سبب إضافي وأهم و هو تعطش الفقراء لأكل " اللحمة " .
وفي اتصال هاتفي مع الدكتور " مازن بيكباشي " مدير الشؤون الصحية بحلب , فوجئنا بحقائق " مروّعة " حول هذه اللحوم المجمدة , نضعها من باب الأمانة الصحفية و الحرص على سلامة المواطن بين أيديكم :
الحقيقة الأولى : هناك أربعة أنواع من اللحوم المجمدة في السوق , واحدة منها سامة 100 ب 100 , و الأنواع الثلاثة الأخرى تكون سامة فيما لو لم تغل بالماء لدرجة حرارة تفوق المائة , ثم تصفى من السوائل التي تحتوي مختلف أنواع الجراثيم والباكتيريا .
الحقيقة الثانية : هي أن أن بعض الباعة أو المطاعم يقوم بعرض اللحم المجمد , ثم يضعه في المجمدة , ثم يعرضه للبيع , والتحاليل المخبرية تشير إلى أنه وبمجرد " فك الجليد " عنه , ثم أعيد للمجمدة , يصبح ساماً حتماً , مهما عولج أو غلي .
الحقيقة الثالثة ( الأخطر ) : هو استعمال بعض المطاعم والمحلات العامة وبائعي الشاورما , لهذه اللحوم نتيجة " رخص ثمنها " , وهذا ما يفسر ارتفاع حالات التسمم في مدينة حلب مؤخراً .
الحقيقة الرابعة : قيام بعض " القصابين " وأصحاب محلات بيع اللحوم بغش اللحم وخلطه بلحوم مجمدة , وبذلك يصبح الأمر مشكلة عامة .
وتعمل الرقابة الصحية في المدينة بشكل مكثف وجدي على متابعة الموضوع ( وفق مديرها ) , كما تقوم السلطات المختصة بمتابعة الأمر .
ونحن بدورنا نتابع الموضوع للوقوف على ما يفعله بنا " مطعمونا لحوم البقر " , فهل وصل تجارنا إلى هذه الدرجة من الدناءة والاستهتار بأرواحنا ليطعموننا " سموماً " .
نسيت أن أخبركم أن علماء الأنثربولوجيا أكدوا أن أولئك القوم ( أكلة لحوم البشر ) لم يكن في سلوكهم قتل الآدميين من أجل لحومهم بل إنهم لم يكونوا يأكلون الغرباء حتى , ولكنهم كانوا " يكرمون" أصدقاءهم وأقاربهم بعد وفاتهم فيأكلون أمخاخهم وقطعاً معينة من أجسادهم .
فإذا أجرينا مقارنة .. لالا .. الأمر فظيع جداً ..