من طرف يقوم المزارعون في منطقة "عفرين" هذه الأيام بعملية جني محصولهم من الزيتون وعصره وإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون المعروف بطعمه اللذيذ وفوائده الطبية والغذائية المختلفة، موقع eSyria قام بجولة في إحدى المعاصر في المنطقة وهناك التقى ببعض المزارعين سألهم عن الموسم وأنواع الزيت المعروف في "عفرين" وكانت البداية مع "فرهاد إيبو" الذي قال:
«الحمد لله الموسم جيد هذا العام، وقد جاء هطول الأمطار في وقتها المناسب لمساعدتنا في عمليات جني المحصول فالمعروف أنّ الثمار تنضج وتسوّد وتنظف من الغبار بعد تعرضها للهطولات المطرية».
«بعد جني المحصول نقوم بنقل الثمار يومياً إلى المعصرة بهدف تسجيل دور لعصرها في أقرب فرصة كي لا تتعرض للتعفن وبالتالي تصبح نوعية الزيت المنتج رديئاً، لقد قمت اليوم بعصر /17/ جوالاً (أكياس خيش وزنها /100/ كغ) وقد حصلت على /14/ تنكة زيت من النوع الجيد علماً أن التنكة الواحدة في المعاصر الفنية تزن /16/ كغ».
أما "فريد خليل" وهو يتاجر بالزيت والزيتون خلال الموسم فقد قال متحدثاً عن أنواع الزيت المعروفة في منطقة "عفرين":
«الأنواع المعروفة في منطقة "عفرين" هي الأنواع /1 -2 -3/ وأخيراً النوع المخالف، ويتم تحديدها من قبل متخصصين في ذلك من خلال استخدام مادة الأسيد والكحول ومزجها بالزيت، والنوع الأخير إما أن يتم توحيده مع النوع الأول لتعديله أو استخدامه في صناعة الصابون لأنه نوع غير محبذ للأكل في حين يعتبر النوع /2/ الأكثر تناولاً في المنطقة».
وحول الأسعار قال:
«لكل نوع ٍ سعره الخاص ولكن بشكل عام فهي حالياً تتراوح بين /140 -150/ ليرة "سورية" للكيلو الواحد، وبالتالي فإن التنكة الواحدة فرهاد إيبو -مزارع ووزنها /16/ كغ تساوي ما بين /2240 -2400/ ليرة "سورية"».
في مدينة "عفرين" التقينا بالمهندس "يحيى محمد علي" رئيس دائرة الزراعة وسألناه عن توقعات دائرته لكميات الزيت لهذا الموسم فأجاب: «بالنسبة للزيتون فإننا نتوقع أن تصل كميته إلى /175/ ألف طن أما الزيت فتوقعاتنا أن تصل كميته إلى / 45/ ألف طن».
«هناك أصناف محددة للزيتون تزرع في المنطقة وأهمها الصنف الزيتي ونسبة زراعته حوالي 90% ويليه الخلخالي وأخيراً الصوراني، كما تزرع عدة أصناف أخرى ولكن بشكل قليل جداً تكاد لا تذكر».
وأخيراً وبهدف التعرّف على خصائص زيت الزيتون السوري عموماً وكذلك على فوائده الطبية والغذائية التقى مراسلنا في جامعة "حلب" بالدكتور "أحمد معروف" الذي تحدث بالقول:
«تشير الدراسات التي يقوم بها مكتب الزيتون من خلال إجراء تحاليل عينات من زيت الزيتون التي يتم جمعها من المعاصر المختلفة أنّ زيت الزيتون السوري يتميز بعدة خصائص أهمها: نكهته العطرية وطعمه الممتاز ولونه الجميل وتطابق مواصفاته مع المواصفات العالمية المعتمدة من قبل المجلس الدولي لزيت الزيتون، وكذلك فإنّ أكثر من 50% من الزيت السوري هو من النوع البكر الممتاز تقل حموضته عن الواحد فيكون مرغوباً في السوق العالمية».
«ومن ميزاته الأخرى أنّ 90% منه خالٍ من المبيدات الحشرية الكيماوية بسبب تنك الزيت في المعصرة اعتماد مبدأ المكافحة المتكاملة واستخدام المصائد الجاذبة لقتل الحشرات، يضاف إلى ذلك أن أكثر من 80% من المزارعين يعتمدون على التسميد العضوي بدل الكيماوي».
وحول التركيب الكيميائي لزيت الزيتون قال:
«يتألف زيت الزيتون من مواد دهنية تسمى بالغليسيريدات (الأسترات) بنسبة 97% ومواد دهنية أخرى يدخل في تركيبها الفوسفور مثل الليبيدات واللثيثين ثم الإنزيمات ولاسيما الليباز، كما يحتوي على فيتامينات مثل A,B,C,D,H ومواد ملونة ومواد عطرية تكسبه رائحة وطعماً خاصاً، وتتشكل الأحماض الدهنية غير المشبعة /70 -80%/».
وحول استخدامات زيت الزيتون الطبية قال: «يستخدم زيت الزيتون في علاج الروماتيزم والتهاب الأعصاب والتواء المفاصل باستعماله كمرهم مع الثوم، ويستعمل علاجاً للمصابين بالحصيات المرارية والكبدية والإمساك والتشنج وذلك بتناول ملعقة منه قبل الطعام بساعة، ويستعمل أيضاً للمحافظة على صحة البشرة وإزالة تجعدات الوجه والرقبة كما يحمي الجسم من أشعة الشمس الضارة ويمنع تساقط الشعر ويزيل القشرة منه وذلك بتدليك فروة الرأس به».
وتابع الدكتور "أحمد" حديثه لموقعنا بالقول: «من يتناول /40/ غرام من زيت الزيتون يومياً تنخفض لديه نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع وتزداد نسبة الكوليسترول المفيد في دمه بينما يقل الضار فيه، فزيت الزيتون هو المفضل على الدهون كلها سواء النباتية أو الحيوانية لأنه لا يسبب أمراضاً للدورة الدموية أو الدكتور أحمد معروف للشرايين كما يفعل غيره من الدهون».
وختم بالقول: «يضاف إلى ذلك إن زيت الزيتون يحتوي على الفيتامين D الذي يقي الأطفال من الشلل وتقوّس الساقين والفيتامين H الذي يساعد على الإخصاب وتقوية النسل كما يفيد في حالات الضعف الجنسي».
المقالات المتعلقة
[
[
[
[