--------------------------------------------------------------------------------
في دراسة فريدة من نوعها أجرتها جامعة نيو منشابير في المكسيك ( لاحظوا هه...المكسيك ) بينت هذه الدراسة إنا المكرو باص يتألف من ثلاثة عناصر يؤدي فقدان واحد منها إلى شل حركة المكرو و يوقفه عن العمل تماما
هذه العناصر هي :
1- السائق (شوفير المكرو )
لكي تنال شرف هذه التسمية (شوفير مكرو ) يجب أن تكون لك صفات عديدة لا يمتلكها أي إنسان طبيعي و سأذكر بعضها مع أسفي الشديد لأني لن أتمكن من ذكرها كلها لأنها تحتاج إلى مجلدات و ليس مقالا صغيرا في احد المنتديات (( اعذروني يا شوفيرية المكاري )).
أ- إذا كنت تريد أن تصبح شوفيرا ناجحا يجب أن تثبت للعالم بأسره مدى براعتك بالدوبلة و المطاحشة و كسر قوانين المرور كافة و تخليت عن جميع المبادئ التافهة التي يرددها بعض الجهلة التي تتلخص في عبارة (القيادة فن و ذوق و أخلاق )) لأنك بذلك تصبح سائقا محترما وهذا يؤدي إلى حرمانك من شرف تسمية ( شوفير مكرو)
ب- يجب أن تكون مستعدا لشن هجوم ضاري على أي شخص قد تراوده نفسه في سرقة الركاب و أن تدافع عن هذا الحق بكل ما أوتيت من قوة و لو اضطر الأمر أن تستخدم قواك العضلية أو أن تستعير كلمات من قاموس الكلمات البذيئة الذي لا يتخلى عنه أي شوفير مكرو يحترم نفسه لان هذا التافه الذي سرق منك الراكب يكون قد علم عليك و هذا التصرف لا يرضى به أي شوفير مكرو يتمتع بمواصفات الشوفير المثالي بالمختصر يجب أن تضحي بأي شيء و أن تتحدى المخاطر كافة من اجل الخمس ليرات .
ج- يجب أن تكون من الأشخاص الذين يملكون ثقة كبيرة بالنفس التي تصل أحيانا لحد الكمال لأنك بكونك شوفير مكرو فأنت أفضل شخص له القدرة على القيادة بشكل جيد على هذه البسيطة بحيث ترى جميع السائقين إن كانوا من الأخوة الأعداء (( زملائك على الخط)) أو الإخوة غير الأشقاء (( شوفيرية التكاسي )) هم حمير سواقة و (( أختو على أخت إلي عطاه الشهادة شو حماااااااااااااااااااااار )).
ح- لا ادري أهي صفة موجودة في جميع الشوفيرية أم أنها مرض يصيب الشوفيرية بعد امتهان هذه المهنة وهي قلة السمع و تستطيع أن تلمس هذا الشيء بوضوح عندما تطلب من الشوفير بعد أن تنتهي معاناتك في المكرو و تكون قد وصلت إلى بر النجاة أن ينزلك على اليمين بقولك ( على اليمين إذا بتريد أو على اليمين معلم أو ...أو ....الخ )) ولكن هذا الشوفير قليل السمع يشحط بك إلى مسافة تزيد عن المسافة التي استقليت المكرو لكي تقطعها متجاهلا نداءات الاستغاثة التي تصدر منك ومن الركاب الذين يدعمون مأساتك فيرددون بأعلى صوت (( لك نززززلو على اليمين يا معلم نززززلو )) ولا ينسى هذا الشوفير المؤدب المحترم أن بعد يكون المعالج الموجود في دماغه قد حلل هذا الأمر الطارئ لمدة لا تتجاوز ال أربع دقائق أن يرسم ابتسامة رقيقة على محياه وهو يردد (( الا تواخذني ما سمعتك لك شبك يا زلمة علي صوتك شو عم توشوش حالك ؟؟؟!!!!! )) فتكون هذه الابتسامة الرقيقة بمثابة اعتذار لطيف يسعد قلب هذا الراكب المصدوم وينسيه الجهد الذي سيبذله ليعود للمكان الذي كان يريد النزول فيه قبل أن تتم عملية الشحط.
سأكتفي بهذه الصفات و كما ذكرت سابقا كثيرة هي الصفات ولكن المقال لا يسع لذكرها.
2- المركبة (المكرو )
بالتعريف المكرو هوة مكان يتسع ل 11 أو 12 أو 15 راكب بأكبر أحجامه (لاحظ كلمة راكب )
لأنه هناك نوعين من الركاب راكب على القاعد و هذا الراكب هوة الشخص الذي يجلس بشكل طبيعي في المكرو ( استخدمنا كلمة طبيعي مجازا ) أما النوع الأخر من الركاب فهو الذي يركب على الواقف (بلا معنى )
إنها ليست كلمة بذيئة كما تبدو للوهلة الأولى انه اسم يطلق على الراكب الذي لا يتسع له مكان في مقاعد المكرو فيجلس بوضعية القرفصاء على الدالوب ولكن هناك بعض الشوفيرية المحترمين الذين تهمهم راحة المواطن قد وضعوا مقعد يتسع في حالته العظمى ل 3 ركاب على الواقف و هؤلاء الركاب هم من أكثر الأشخاص الذين يشعرون بالتحدي و المغامرة في هذه الرحلة الشاقة لأنهم يتعرضون لشتى أشكال التعذيب النفسي و الجسدي عندما يريد احد الركاب النزول
هذا بالنسبة للمكرو من الداخل أما بالنسبة للمكرو من الخارج فشكل المكرو يعتمد على شخصية الشوفير و بتعدد الشخصيات تتعدد الأشكال فمثلا قد يكون الشوفير زكرت و ابضاي و من تيع فريد بعيد و خدلك زاوية فيكتب عبارات على المكرو ما انزل بها من سلطان مثل ( عشقت السفر من ظلم البشر ..دلوعة أبو عبدو ..عصفورة الخط.. لا تلحقني مخطوبة ...الخ )
أما إذا كان الشوفير من الذين يؤمنون بالله و اليوم الأخر فيكتب عبارات مثل ( عاشق النبي يصلي عليه .. عين الحاسد تبلا بالعمى.. اللهم ارزقهم ضعف ما يتمنونه لي )) وكم تمنيت أن أقول لهذا الذي يكتب هذه الجمل ( لا الفارة طاهرة ولا دعواتها مستجابة هه )
و كما أسلفت فالشكل يعتمد على تكوين الشخصية و شخصية الشوفيرية متعددة و معقدة وهذا يجعلنا نستوعب التنوع بأشكال المكرو
3- الركاب
يالها من روح الألفة والحب و التعاون تلك التي تسود في المكرو فالفرد من اجل الجميع و الجميع من اجل الفرد في هذه المركبة هذه الروح تظهر في أسمى أشكالها داخل المكرو فهذا يجمع الخمسات و العشرات و هذا الذي يعطي للراكب الذي يجلس في الكرسي المقابل الأجرة لكي يوصلها لأقرب راكب من الشوفير ولكن إذا كنت من ركبي المكاري إياك أن تركب المكرو من دون أن يكون معك فراطة لان ستتعرض للتغسيل من فووووووووووق لتحت و الشطف من شوفير المكرو وخصوصا إذا كانت الحشيشة مو رايقة أو انه لم يحتسي قهوته الصباحية
أما إذا كنت من أصحاب البنية الضعيفة فأنصحك بارتداء سترة واقية للرصاص لحماية ظهرك من إصبع طائش قد يخترق لوحي الكتف لديك ليصل إلى القلب أحيانا و إذا بك تستدير لتعرف سبب هذا الإصبع في الظهر أو لتعلم ماهو الذنب الذي ارتكبته لتستحق هذا الإصبع وإذ بك ترى وحجها مشرقا يبتسم بوجهك ليقول لك (( عطية واحد إذا بتريد )) بلا معنى طبعا
أما إذا كنت من المغضوب عليهم أو من أصحاب الحظ السيئ فيجلسك القدر في المقعد المقلوب المقابل لباب المكرو لأنه سيترتب عليك دفع ضريبة رفاهية وذلك بفتح و تسكير الباب للنازل و الطالع عدا عن الأضرار التي ستلحق بك إذا ضرب الشوفير فرام وهذا الفرام يودي إلي عملية التحام فتصبح أنت و الشخص إلي يجلس مقابلك شخصين في جسد واحد من قوة الصدمة .
و يمكن أن يتحول هذا المكرو إلى فلم رعب متنقل إذا اكتشف الشوفير أن احد الركاب لم يحاسب و اصدر ذلك الصوت المرعب ( مين ما حاسب يا شباب ) هدوء يعم المكرو صمت رهب يجتاح المكان الركاب في حالة صمت و كأن على رؤوسهم الطير نظرات اتهام تسود الوجوه ( أنا لم افعلها .. أنت الذي فعلتها ) وإذا بالوفير يصف على اليمين ( إلي ما حاسب ينزل )) و ينتهي الأمر أما بان يتطوع احد الركاب بان يدفع الأجرة مرة ثانية ليكبح جماح هذا البركان الهائج الذي يمكن أن يصب حممه على أي شخص يتفوه بأي كلمة أو أن يكون شوفير المكرو متساهلا و شهما و يقبل بالخسارة ولكن لا يرضى أن ( يعلم عليه ) ولكي لا يحصل هذا الأمر و لكي يشفي غليله ينصب بوابل من الشتائم على هذا الجبان (ابن الحرام ابن إل... اخو إل... اختو على أخت إلي... و ..الخ) وهذه السيمفونية تطفي على الرحلة جو من المتعة و التسلية لن ينساه أي راكب بسهولة و تجعل الكل يقول في قرارة نفسه منيح إلي حاسبت و بذلك يكون قد وصل حق الشوفير .
هذا وقد تم تعليق الدراسة عند هذا الحد حتى اشعار اخر حيث أن الأبحاث لازلت مستمرة لتحليل هذا العنصر الغريب المسمى مكروب عذرا مكرو