--------------------------------------------------------------------------------
بســم الله الرحمـن الرحيــم
دعوة لمراجعة النفس التي حث الإسلام عليها
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد
من علامة صحة الايمان السؤال عن هذه المسألة احتياطا للدين وحفاظا على الإيمان الذي ربما يذهب بعضه أو كله والشخص لا يشعر
فبينماهذه التقية تسأل عن دينها تجد أختا أخرى غرقت في بحار الحديث مع الرجال كتابة في المنتديات أو لفظا عن طريق الشات وغيره
فأصبح هذا الأمر عاديا بالنسبة لها -وكثرت المساس يقلل الإحساس بل ترى الحديث عن هذه المسألة (تشدد) (تكلف) ولا تحب الحديث عن هذه المسألة
هروبا من الواقع الذي تعيشه، وقد دخلت بنية حسنة ولكن خرجت بنية أخرى فما أعجب حال هذه القلوب وسرعة تقلبها
وأذكّر أن حديثي ليس موجها للواتي خلعن جلباب الحياء، وتمردن عن شريعة رب العباد، فهي تتعرف على هذا، وتحاورهذا، وتمزح مع ذاك،وتخبر هذا بتفصيلات حياتها فهذا الصنف أصلا لا يلتفت إلى هذه الأمور بل يراها من بنيات الطريق فقلبهُا ميت في الأصل نعم ربما تفيق ولكن بعد كارثة نسأل الله العفو والعافية
***********************************
المسالة الثانية
ومما أنبه عليه إن هذه المسألة ليست خاضعة لرأي كل من هب ودب كل يبدي وجه نظره من غير نظر في نصوص الشرع التي منها نستمد آدابنا وأخلاقنا وشريعتنا فليست المسألة (عادات وتقاليد) أواختلاف بيئات وثقافات
كما يحب بعض الناس تصوير هذه المسألة
المسألة ياأخوة ماذا دلت عليها شريعتنا (الكتاب والسنة)التي ننطلق منها جميعا نحن المسلمين في هذه المسألة وسأذكر النصوص الشرعية في نهاية الكلام إن شاء الله
***********************************
المسألة الثالثة
قاعدة الشرع الكبرى أن الرجل لا يعامل المرأة في الحديث والمعاملة كأنها رجل، وكذلك العكس لان هناك ميلا فطريا من الجنسين للآخر
ولتعلم الأخت الكريمة أن كثرة الردودوالتعقيبات على الرجال وبالذات إذا خصت شخصا بكثرة المحاورة معه والكتابة سوف تشعر بانجذاب نحوه وتتلهف على تعقيبه مهما كانت ناضجة وصلبة وقوية ولكن هذه الصلابة والقوة جزما مع الوقت سوف تنهار لترجع المرأة إلى حالاته الطبيعية التي خلقها الله عليها(أنثى)
وهذا هو الإعجاب والعشق المهلك الذي يذهب حلاوة القرآن وحلاوة الإيمان ستجد أن قلبها ليس هو الأوَّل العامر بالإيمان المتلذذ بآيات الرحمن
قصة
واذكر تلك القصة المؤلمة لأخت محافظة على نوافل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن والصدقة وجدت أخاً لها تحادثه في الإنترنت عن الدين والخلق حديث منضبط ولكن مع الوقت شعرت بانجذاب نحوه وأصبحت تتلهف على موعد المحادثة نسيت حلاوة القرآن حلاوة الصلاة والصيام حلاوة مناجاةالله أصبح جلوسها عند الشبكة أكثر من الصلاة ومن قراءة القرآن ساعات طويلة
ياسبحان الله ما أضعف هذا المخلوق حين يستولي عليه الشيطان ويزين لهالقبيح وبعد فترة طفح الكيل فأرسلت له رسالة تقول فيها (أنابصراحة أحبك)
الأخ كان محافظا ويريد نشر العلم، غافل عن هذه المسائل صُدم من هذا جدا
فقال لها أنت لا تستحقين لقب داعية إذا كنت كذلك، فتركها مرةًواحدةً، ولم يكلمها أبدا فكان درسا قويا لها جعلها ترجع للحقيقة بكت أخذت تخاطب نفسها كنت أخدع نفسي أقول أنا داعية آه كيف ضيعت تلك الأوقات في حديث ليس لله تأملن أخواتي ليس لله ليس لله يعني لا قيمة له هو من حظوظ نفسي ربي رجعت إليك فتقبلني سوف أرجع إلى القرآن والسنة واجلس مع أمي وأبي منذ أن تعرفت على ذاك وأنا لست معهم جسدي معهم، وقلبي يقول متى يأت موعدالمحادثة درس عظيم فهل من معتبر
أختي
من الآن اجلسي مع نفسك قبل فوات الآوان امنحي نفسك فرصة للتفكير
ارحمي نفسك تذكري كل الشريط الماضي هل هو لله أم هو تلذذ شخصي
جميل أن تفعلي هذا الآن بدون تردد فتوكلي على الله
***********************************
المسالة الرابعة
أنبه هناأنَّي أجزم جزما يكاد يصل إلى اليقين بأنَّ من وقع منه شيء من هذاأنه وقع بعفويةتامة، نتاج قلة العلم الشرعي بحكم هذه المسألة، أو لسرعة الرد بدون تفكير أو تمحيص للعبارة أو عاطفة قوية غير منضبطة مع عدم وجود ما يشغل من العلم النافع
وسبب هذا الجزم واضح وبسيط هو أنّه لو كان هناك أحد عنده سوء نية لذهب إلى منتديات متخصصة في هذا، مليئة وللأسف بنساء عندهنَّ فراغ روحي قاتل فهنّ يشبعن هذا الفراغ مع هؤلاء ولما فكّر بهذه المنتديات العظيمة التي يذكر اسم الله فيهاكثيرا، ويقرر فيها العلم الشرعي صباح مساء ولا يدخلها في الغالب إلاّالصفوة نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا
كما أنبه أننا كلنا بدون استثناء عرضة لمثل هذاولكن هذا لا يمنع الجميع من النصيحة والبيان..وكذلك لا يمنع البقية من الرجوع للحق والصواب فلا خير فينا إذا لم نقلها ولا خير فيهم إذا لم يسمعوها
**************************
المسألة الخامسة
المشكلة ليست في بالقول بجواز التعقيب بين الجنسين بالضوابط الشرعية التي دلّ عليها الكتاب والسنة المشكلة في التطبيق والانضباط في العبارة
والحق مرّ ولكن عاقبته حميدة ومن روائع الكلام
قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه إلى أبي موسى الأشعري«ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه عقلك، وهديت لرشدك أن ترجع إلى الحق، فإنَّ الحقَ قديمٌ، ومراجعةالحق خير من التمادي في الباطل ».
***********************************
وبما أن المشكلة في التطبيق أرى ما يلي
المنتديات العلمية لاحرج في التعقيب في ضوابط محددة
هذا ما تبين لي بعد طول نظر وتأمل وسؤال والسلامة لا يعدلها شيء وهذا ما دلت عليه أصول الشريعة وقواعد الدين كما سيأتي
وفق الله الجميع
لازلت أكرر أن الانترنت نعمة كبرى للمرأة بشرط أن تحسن التعامل معه وإما إذا كان مصدر فتنة لها فالبعد والسلامة واجب!
*******************************
من هدي القرآن والسنة في هذه المسألة
وقوله تعالى (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِن ْالنِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا.)
ً
تأمل يا اخواتى لعظم هذه المسألة خصها الله بالذكر ومثل القول الكتابة التي تحمل خضعانا
وقوله تعالى(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن).
والصواب في المتاع هنا أنه عام يشمل أواني البيت أو سؤال علم وغيره فهذا دليل على أنه لا يجوز للرجل مخاطبة المرأةالأجنبية إلا للحاجة سؤال علم، أوحاجة دنيوية مثل رد على الهاتف وكل شيءبقدره وهذا بيّن ولله الحمد
مسألة
فإذا كان هذا الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء فكيف بغيرهنّ ومن هذه الآية نستفيد قاعدة عظيمة وهي أنه كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر فإنه أسلم له وأطهر لقلبه فلهذا من الأمور الشرعية التي بين الله كثيرا من تفاصيلها أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة وأنه مشروع البعد عنها بكل طريق فتأملي يا اخواتى هذه الفائدة العظيمة!
وما قلته هو خلاصة الكلام على الآيةالكريمة
قول الله تعالى(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).
ما أجلَّ هذه الآية لو عُقدتْ محاضرات في بيان آداب المرأة المسلمة من هذه الآية لما كان كثيرا
تأمل عَلَى اسْتِحْيَاءٍ لماذا نصَّ علىالحياء
تأمل إِنَّ أَبِي فهي مطيعة لأبيها لا تفعل شيئا من ورائه
تأمل يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا بدون كثرة كلام فالقرآن ما حكىلنا إلاّ ما حصل ما فيه سواليف ومزح وترحيب زائد
ولتعلم الأخت الكريمةأن الله لم يذكر هذه المرأة وأثنى عليها إلاّ لتقتدي بها النساء، فما أحسن أن تقتدي اخواتي بها
وفي حديث أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ علىالرِّجَالِ من النِّسَاءِ ».متفق عليه
وفي حديث أبي سَعِيدٍالْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال«ما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ من إِحْدَاكُنَّ يا مَعْشَرَالنِّسَاءِ »متفق عليه
من سير السلف
كان سعيد بن المسيب يقول وقد أتت عليه ثمانون سنة منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء، وهو قائم علىقدميه يصلي« ما شيء أخوف عندي عليّ من النساء»
أخيرا
قصة واقعية نقلتها بتصرف
خطب شاب فتاة.وافق أبوها على الخطبة وتمت الرؤيةالشرعية سر بها العريس وسرت به فرحت البنت سيتحقق حلمي
ذهب العريس إلى عملةاخبر بعض أصحابه بأنه سيتزوج ابنة فلان بارك له الجميع وفي اليوم التالي جاءه أحد زملائه وقال له الله الله أنت إذن ستتزوج الكاتبة الفلانية التي تكتب في المنتدىالفلاني نظر العريس إلى زميله متعجباً عن من تتحدث وما هذا الكلام
قال زميله خطيبتك كاتبه في منتدى بالاسم الفلاني
قال وما أدراك ومن أعلمك
قال أختي تعرفها وأسرت لها بذلك وهي تكتب باسم مستعار
فتح الزميل المنتدىاستخرج بالبحث جميع مواضيعها ثم بدأ الاثنان في التصفح
فها هي ترد على فلان،وتشكر فلان، وتتناقش مع فلان، وتضحك من طرفة فلان، وهذا فلان يمدح ما تكتب ويثني على ماتقدم، وهي ترد عليه بالثناء والشكر، وهذا يهدي لها وهي تهدي له
احمر وجه الخطيب وخرج من المكتب واتصل بخطيبته فاجاءها بسؤال واحد
هل أنتي الكاتبة الفلانية في المنتدى الفلاني
قالت نعم أنا هي بفرح وسرور
قاطع حديثها وقال آسف أنا لا أتزوج فتاة انترنت بهذا الشكل
******************
تعليق مختصر:
القصة تحتاج إلى تعليق طويل وتحليل، وبيان هل موقف الشاب صحيح أم لا وغير ذلك من التحليل المنطقي الشرعي
« لتعلم الأخت الكريمة أن الرجال العقلاء يكرهون المرأة التي تكثر من التعقيب على الرجال بدون حاجة مثل ـ إنماكيف حالك، اشتقنا لك »
وهنا أنهي ما في جعبتي بوصية الأخوةوالأخوات بتقوى الله عزوجل في السر والعلن
**************************
أقول ما تقدم هو اجتهاد أبي عمرالصياح في هذه المسألة فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان وقد صدر هذا الكلام من أخ محب مشفق..يرجو النجاة لنفسه ولأخوانه ولعموم المسلمين
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ا. هــ
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم عليه تسليماً كثيراً