بسم الله الرحمن الرحيم
بينما تجلس تلك الفتاة الفرنسية الرقيقة بمقربة من الشرفة البديعة المطلة على حدائق خضراء للقصر الملكي, ترتشف الشاي الساخن من كوبٍ فاخر بلهيبه المتعرج من فوقه ... ما إن وضعته على الطاولة القريبة ... حتى سمعت صيحات مجلجلة قريبة من القصر , وقفت وصرخت منادية لخادم القصر ...
- من هؤلاء ؟
- هؤلاء شعب فرنسا يا سيدتي.
- وماذا يريدون ؟
- إن شعب فرنسا يعاني من مجاعة شديدة ولا يملكون حتى الخبز ليأكلوه .
نظرت بحزن لهؤلاء الواقفين والذي يحمل بعضهم رغيفاً بيديه يرفعه عالياً كناية على حاجتهم لمثل هذا, بكل سذاجة ملكية وغباء أرستقراطي أعادت أنظارها لمخدومهـا
- إذاً فدعهم يتناولون البسكويت بدلاً عن الخبز إن كانوا لا يستطيعون أن يجدوه في فرنسا ......!!
ما كتبته سابقاً لا يدل بالضرورة على صحة هذا الموقف من عدمه, ولكن مما قرأته وساقني خيالي لبعضه, وليس بهذا بيت القصيد ... ولكن !!
عندما نتصفح رائعة الفرنسي فيكتور هيجو رواية " البؤساء " فإننا نكون أمام جبل مرصع بالمجوهرات الأدبية .. فلكل جوهرة في هذا الجبل تحكي جمال الأدب .. وحنكة الصياغة .. والتحليل المنطقي للأحداث السياسية والأوضاع الإنسانية التي عاشها الشعب الفرنسي في ذلك الوقت ...
فعندما يحكي لنا عن .. " جان فلجان " .. بطل روايته في البؤساء .. الذي أضراه البؤس حيث أنه كان حطاباً ولم يعد يكسب شيء جراء القحط في ذلك الوقت الذي مر في فرنسا ... وأعياه الجوع ومن معه (أخته وأبنائها الصغار) في منزلهم الصغير , مما دفعة لأن يسرق ( خبزة واحده فقط ) ليطعم بها أبناء اخته الذين يبكون جوعاً في المنزل .... وحبس هذا اللص المسكين لـمدة 14 عاماً جراء هذه الفعلة الإنسانية, وأدت إلى أن يسكن طيلة هذه الأعوام بين القتله والمجرمين في السجن ...
كانت .. ( الميلودراما ) واضحه في هذه الرواية التي تحدثت حول .. الفقر والجهل والجوع والظلم, .. كانت هناك فلسفة خاصة للكاتب حول الأحداث التي عاشها المواطن الفرنسي في تلك الحقبة من التاريخ والتي كانت إبان الثورة الفرنسية الشهيرة التي غيرت مجريات التاريخ الفرنسي والأوروبي, وكان تحليلة منطقي لما حصل في تلك الفترة, ناهيك عن تلمس مشاعر القارئ ليتعاطف مع المواطن الفرنسي ويكسبه في صفة, ويضمه للثورة , تبجيلاً لهؤلاء الذين غيروا التاريخ ...
يأتي لنا بعد ذلك بسنوات الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ليتحفنا برائعته " قصة مدينتين " التي أرخ فيها الثورة الفرنسية وتأثيرها كذلك على مدينة لندن, وكانت عن باريس ولندن, لتكون ( ختماً ) يحمله التاريخ على جبهته لما فعله الثوار الفرنسيين لإطلاق حريتهم من بطش الحريات و إنتشار الجوع والظلم ...
نعود مع فيكتور هيجو ورائعته الثانية " أحدب نوتردام " التي سطر فيها ظلم الكنيسة الكاثوليكية على فرنسا وضعف شخصية الملك لويس السادس عشر جراء تسلط الكنيسة وكتم أفواه المفكرين والعلماء والبطش بهم وتصل لقتل من يقوم حتى بالوصول لنتائج علمية تفيد البشرية ...
ثم ننتقل سريعاً لحقبة قريبة في عصر هتلر , وأبدع الروائيون اليهود في التجني عليه وإختراع محرقة هولوكوست التي كتبوا عنها الروايات والخزعبلات حتى ألتصقت هذه بالتاريخ كذباً , فقد كان فعلاً يكره ظلمهم وسيطرتهم على التجارة في العالم ويبطش بهم ولكن اليهود قاموا بتهويل هذه وعظموها وجعلوها محرقة كبرى تداولتها الأجيال .... ليس ليكره العالم هتلر !! .... ولكن ليتعاطف العالم مع اليهود وجعلهم أكثر الناس ظلماً في تلك الحرب, ولازال أكثركم يرى بأن المحرقة حقيقية ....
سؤال بريء جداً ...!!
ماذا كتبنا نحن لوصف مآسينا الحالية ؟
أعتقد بأننا بارعون في الصياح بالبرامج السياسية
بينما تجلس تلك الفتاة الفرنسية الرقيقة بمقربة من الشرفة البديعة المطلة على حدائق خضراء للقصر الملكي, ترتشف الشاي الساخن من كوبٍ فاخر بلهيبه المتعرج من فوقه ... ما إن وضعته على الطاولة القريبة ... حتى سمعت صيحات مجلجلة قريبة من القصر , وقفت وصرخت منادية لخادم القصر ...
- من هؤلاء ؟
- هؤلاء شعب فرنسا يا سيدتي.
- وماذا يريدون ؟
- إن شعب فرنسا يعاني من مجاعة شديدة ولا يملكون حتى الخبز ليأكلوه .
نظرت بحزن لهؤلاء الواقفين والذي يحمل بعضهم رغيفاً بيديه يرفعه عالياً كناية على حاجتهم لمثل هذا, بكل سذاجة ملكية وغباء أرستقراطي أعادت أنظارها لمخدومهـا
- إذاً فدعهم يتناولون البسكويت بدلاً عن الخبز إن كانوا لا يستطيعون أن يجدوه في فرنسا ......!!
ما كتبته سابقاً لا يدل بالضرورة على صحة هذا الموقف من عدمه, ولكن مما قرأته وساقني خيالي لبعضه, وليس بهذا بيت القصيد ... ولكن !!
عندما نتصفح رائعة الفرنسي فيكتور هيجو رواية " البؤساء " فإننا نكون أمام جبل مرصع بالمجوهرات الأدبية .. فلكل جوهرة في هذا الجبل تحكي جمال الأدب .. وحنكة الصياغة .. والتحليل المنطقي للأحداث السياسية والأوضاع الإنسانية التي عاشها الشعب الفرنسي في ذلك الوقت ...
فعندما يحكي لنا عن .. " جان فلجان " .. بطل روايته في البؤساء .. الذي أضراه البؤس حيث أنه كان حطاباً ولم يعد يكسب شيء جراء القحط في ذلك الوقت الذي مر في فرنسا ... وأعياه الجوع ومن معه (أخته وأبنائها الصغار) في منزلهم الصغير , مما دفعة لأن يسرق ( خبزة واحده فقط ) ليطعم بها أبناء اخته الذين يبكون جوعاً في المنزل .... وحبس هذا اللص المسكين لـمدة 14 عاماً جراء هذه الفعلة الإنسانية, وأدت إلى أن يسكن طيلة هذه الأعوام بين القتله والمجرمين في السجن ...
كانت .. ( الميلودراما ) واضحه في هذه الرواية التي تحدثت حول .. الفقر والجهل والجوع والظلم, .. كانت هناك فلسفة خاصة للكاتب حول الأحداث التي عاشها المواطن الفرنسي في تلك الحقبة من التاريخ والتي كانت إبان الثورة الفرنسية الشهيرة التي غيرت مجريات التاريخ الفرنسي والأوروبي, وكان تحليلة منطقي لما حصل في تلك الفترة, ناهيك عن تلمس مشاعر القارئ ليتعاطف مع المواطن الفرنسي ويكسبه في صفة, ويضمه للثورة , تبجيلاً لهؤلاء الذين غيروا التاريخ ...
يأتي لنا بعد ذلك بسنوات الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ليتحفنا برائعته " قصة مدينتين " التي أرخ فيها الثورة الفرنسية وتأثيرها كذلك على مدينة لندن, وكانت عن باريس ولندن, لتكون ( ختماً ) يحمله التاريخ على جبهته لما فعله الثوار الفرنسيين لإطلاق حريتهم من بطش الحريات و إنتشار الجوع والظلم ...
نعود مع فيكتور هيجو ورائعته الثانية " أحدب نوتردام " التي سطر فيها ظلم الكنيسة الكاثوليكية على فرنسا وضعف شخصية الملك لويس السادس عشر جراء تسلط الكنيسة وكتم أفواه المفكرين والعلماء والبطش بهم وتصل لقتل من يقوم حتى بالوصول لنتائج علمية تفيد البشرية ...
ثم ننتقل سريعاً لحقبة قريبة في عصر هتلر , وأبدع الروائيون اليهود في التجني عليه وإختراع محرقة هولوكوست التي كتبوا عنها الروايات والخزعبلات حتى ألتصقت هذه بالتاريخ كذباً , فقد كان فعلاً يكره ظلمهم وسيطرتهم على التجارة في العالم ويبطش بهم ولكن اليهود قاموا بتهويل هذه وعظموها وجعلوها محرقة كبرى تداولتها الأجيال .... ليس ليكره العالم هتلر !! .... ولكن ليتعاطف العالم مع اليهود وجعلهم أكثر الناس ظلماً في تلك الحرب, ولازال أكثركم يرى بأن المحرقة حقيقية ....
سؤال بريء جداً ...!!
ماذا كتبنا نحن لوصف مآسينا الحالية ؟
أعتقد بأننا بارعون في الصياح بالبرامج السياسية