يبدو أن الحكمة القائلة: "اضحك تضحك لك الدنيا" ليست بلا معنى، من الناحية العلمية البحتة تحديدا، إذ تبين لفريق من الباحثين أنها صحيحة وحقيقية.
فقد ظهر لهم تأثيرها على معنويات الأطفال الذين يعالجون في المستشفيات ويعانون من الآلام المختلفة المصاحبة لأمراضهم أو عللهم.
فقد ظهر لفريق من خبراء الصحة الأمريكيين أن الضحك يريح أعصاب الأطفال ويقلل كثيرا من توترهم العصبي، وهو ما له تأثير فعال وملموس على كيفية تقبلهم للألم والتعامل معه وتحمله.
ويعتقد هؤلاء الباحثون أن القوة العلاجية للفكاهة والضحك يمكن لها أن تقلص من درجات الألم، وتحسن أداء جهاز المناعة خصوصا عند الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان أو الايدز أو السكري، وأولئك المعرضين لعمليات زرع أعضاء أو نخاع عظام وما إليه.
وتدعم نتائج الدراسة الأخيرة ما هو معروف ومطبق في العديد من أساليب المعالجات الطبية في الثقافات البشرية المختلفة، قديمها وجديدها، كما تظهر أهمية كون الفكاهة والضحك من الأدوات الهامة في العلاج النفسي الذي يؤثر بدوره على علاج البدن.
وتقول الدكتورة مارجريت ستوبر رئيسة فريق الخبراء الأمريكيين والمشرفة على الدراسة إن الضحك يمكن أن يكون أداة مساعدة مهمة لجعل الأطفال المعرضين لعمليات أو إجراءات طبية تصاحبها آلام موجعة أكثر تحملا وتقبلا لها، والتقليل من درجة القلق والهلع الناتج من توقعها.
وتضيف هذه الخبيرة أن المستقبل غير البعيد سيشهد استخدام أشرطة الفيديو الفكاهية كجزء لا يتجزأ من عدد من الإجراءات والعمليات الطبية الرئيسية.
أطباء مهرجون
وتوضح الدكتورة ستوبر أن هدف تخفيف الآلام عن الاطفال المرضى يجب أن يدخل في أولويات الإجراءات الطبية التي تصاحبها الأوجاع، حتى تكون التجربة على الطفل المريض أقل وطأة.
وتذهب هذه الخبيرة إلى القول بأنه في بعض الحالات يمكن للضحك أن يقلص من كمية المخدر المطلوب للإجراء الطبي أو العملية الجراحية.
يشار إلى أن العديد من المستشفيات في الدول الغربية، ومنها بريطانيا، تدرك أهمية وقوة وتأثير الضحك والفكاهة على الأطفال.
وهي لهذا تسعى إلى الطلب من بعض الأطباء "غير الحقيقيين" أن يتلبسون لبوس المهرج ووجه الضاحك من أجل رسم الابتسامة على وجه الطفل المريض.
وهؤلاء ليسوا أطباء فعليين، وليسوا معالجين نفسيين، بل هم مجموعة من الفنانين الكوميديين المحترفين الذين يعلمون جيدا ماذا يفعلون، وكيف يتصرفون من أجل ينتزعون الابتسامة من شفاه الاطفال المرضى.